للعيد في العراق نكهة خاصة وتقاليد جميلة جدا عرف بها اهل العراق ولسنوات طويلة، طالما يجمعهم الحب والسلام لديمومة الحياة واستمرارها. فعيد الاضحى المبارك ياتي محملا بالبهجة والسرور والافراح بين ثواب الاضحية وصلة الرحم وتناسي كل المشكلات والضغائن التي ولدت لسبب ما، وفرحة الاطفال الصغار بالعيد والعيدية. وانشغال الاسرة بتنظيف المنزل وعمل كليجة العيد من التقاليد الموروثة والقائمة لحد الان، ويخرج الرجال فجرا لاداء صلاة العيد في المساجد والحسينيات والاماكن المفتوحة وهم يتبادلون التهاني والتبريكات بيوم العيد، وتبدا الزيارات العائلية للاقارب والاصدقاء، وذكر العوائل الفقيرة بكسوة وطعام ومازالت هذه الطقوس خالدة لحد الان.
وحتى الغائب عنا يتحضر الاهل لزيارتة وتوزيع الثواب على روحه، ويؤدون زيارة الغائب، كم انت عظيم يا شعب العراق تمتزج الطيبة والمحبة شغاف قلوبكم وتسري المحبة والمشاعر الجياشة في دمائكم، ويتعنون العفو عند المقدرة رسائلكم التي اثبتموها للعالم اجمع. فبالرغم مامر بنا ويمر من تدهور الاوضاع الامنية وكثرت الانفجارات في الاماكن العامة والاسواق والتي راح ضحيتها الكثير من الشباب والنساء والاطفال، واغتالت هذه الانفجارات الفرحة والبسمة من شفاه الكبار والصغار، ولاننسى ايضا اوضاع اهلنا الذين تركوا ديارهم المغتصبة من عصابات داعش الاجرامية مجبرين وتحملوا اشد العذاب والقهر، فان الامل يحدونا وعلينا ان نتكاتف مع بعضنا ونشدوا من ازرنا ونكمل بعضنا البعض لتفويت الفرصة على عدونا ولكي نعيش حياة كريمة تليق بكرامة العراقيين جميعا، بما عرف عنهم اهلا للغيرة والنخوة ونحن نتمنى في بلدنا العراق العزيز ان يكون العراق افضل بهمة الغيارى الرابضين على جبهات القتال الذين ضحوا ويضحون بالغالي والنفيس لحفظ عرض وكرامة العراق. فعيد الاضحى يعود في السنة مرة واحدة، يجلب الفرح والسرور معه، وهو فرصة ﻻنبساط السرائر واجتماع الاحبة والاصدقاء، وتتحقق فيه معاني الطاعة والامتثال لامر الله، كما تحضى النفوس بوسائل الاستمتاع بما اباحه الله فيتحقق بذلك نعيم القلب ونعيم البدن. وفي هذه الايام المباركة نسال الله ان يمن علينا وعلى جميع المسلمين بالامن والامان وان تنعم قلوبنا بالمحبة والسلام.