الموصل مدينة ام الربيعين الغافية على ضفاف دجلة، تلك المحافظة الشمالية الجميلة التي تقطنها مكونات مختلفة من اليزيديين والصابئة المندائيين والعرب المسلمين الى غير ذلك من ابناء العراق الذين تربطهم وشائج المحبة والسلام لسنوات طويلة.
صنعوا الحضارة والتاريخ لتكون منارة للعالم يستمد النور ويخلق المعجزات. سميت بالموصل ﻻنها توصل بين الشام وخورستان اي بلاد الشمس، حررها العرب المسلمون الذين اطلقوا عليها بالحدباء ﻻن فيها منارة المسجد الكبير، وهي منارة منحنية وايضا لتحدب مسار دجلة، وسميت بام الربيعين ﻻن الله وهبها ربيعين اثنين في السنة فخريفها هو الربيع الثاني والزاهي بعذوبة هواءه. يقطن هذه المحافظة ثلاثة ملايين ونصف المليون نسمة.
كانت ومازالت تتميز بموقعها وخيراتها التي انعم الله عليها وعلى اهلها. مرت مدينة الموصل على مر التاريخ لفترات مظلمة جراء توالي الاحتلال والسيطرة الاجنبية علية بدا من الفرس والهيلينيين والساسانيين وانتهاء بعصابات داعش الاجرامية والمرتزقة الذين عاثوا بارض الموصل واهلها الفساد والحرق والنهب واستغلال النساء لشهواتهم الحيوانية وبيعهن في سوق النخاسة، في رسالة لانتهاك المراة وكرامتها وسلب حريتها لا بل انتهاكا للانسانية وحقها في الحياة والحرية انتهاكا صارخا متحدية هذه العصابات كل المواثيق الدولية وحقوق الانسان والشريعة وقانون السماء والانسان، حتى عاثت بالارض فساد ودمرت الحضارة ومحت اثارها وسرقت كتوز الموصل وهجرت اهلها ودمرت ممتلكاتهم.
والسؤال هل كانت الموصل وغيرها من المحافظات العراقية بحاجة لداعش؟ وهل كان اهل الموصل هم السبب في تدهور محافظتهم؟ واسئلة اخرى تدور بمخيلة كل غيور يحترق ويتالم وينزف دما من الاوضاع والاحوال التي وصلت اليها كبرى محافظات العراق. ان كانت داعش حقا محررة لهذه المدن وجاؤا من اجل تخليص اهلها من بطش حكومة بغداد كما يدعون، فلماذا اذا هذه الخسائر بالارواح من ذبح وقتل وتشريد واستباحة للاعراض ولماذا التدمير لحضارة الاف السنين ولماذا العبث بممتلكات العامة والناس؟ هل هو نوع جديد من التحرير ام سياسة جديدة للقضاء على ماموجود من بشر وماء وهواء، لخلق ذرية داعشية جديدة احق لها من غيرها على الارض.
الله سبحانه وتعالى انعم على بني البشر بخيرات كثيرة والعقل الراجح زينة لكل انسان مستقيم يفرق بين الصالح والطالح، وبحكم هذه النعمة لنا الحق بالرجوع الى العقل ووزن الاشياء بتعقل ولتكون قراراتنا صائبه ﻻمجال للشك فيها وﻻ مجال للوقوع بالخطاء لذا فعلى اهل الموصل ان يدركوا هذه الحقيقة حفاظا على ماء الوجه ولصون الاعرض لذا فلتتوحدوا وتتكاتفوا فيما بينكم لتحرير ارضكم بهمة الغيارى الذين بذلوا الغالي والنفيس لرفع شان واسم العراق عاليا، فالايام القليلة القادمة ستشهد تحريرا للارض والعقل والبشر من رعاع داعش واعوانها وليكون مامررنا به درسا وعبرة نتذكرها حين الالم.