كل شيء بات في وطني طعمه كالعلقم، ما ان ننتهي من حزن حتى ندخل الى حزن اكبر، وما ان يندمل الجرح حتى نجرح من جديد، وما ان ننهي دمع العين من النزول حتى ينزف القلب دما من لوعة الاحبة والاهل والابن والولد هكذا باتت ايامنا تشبه ملامح الامس الحزين واصبحت بكل الاحوال رضينا او ابينا معلومة ملامح المستقبل الاليم، ويؤلمنا اكثر عندما نرى العراق يتمزق اربا اربا واصبح وحده في الساحة كحارس المرمى الذي يدافع عن مرماه بكل كياسة ويقظه خوفا من ان يصاب بهدف يمزق شباكه المتماسكة مع بعضها البعض كخلية النحل مجتمعة تمنع التصويب هكذا هو العراق ترك لوحدة امام فرق ظالمة ولا تحرك ساكنا من اجل الحفاظ عليه وتجمعت عليه كواسر لاترحم همها جمع المال باي طريقة تكون ويعمل بالضد فيكون البقاء للاقوى.
ان كل الذي حدث ويحدث وبحسب الحقائق الواضحة للعيان، هو قيادة هشه ﻻترتقي الى مستوى الادارة القوية مخترقة من قبل الجميع. واصبح سلاح التسقيط هو الاساس لهم، وتسابقهم من اجل الغنيمة الاكبر ضاربين بعرض الحائط كل القيم والمهمات التي اوكلت لهم بموجب الدستور العراقي الذي كتب على عجل وفصل عليهم كما يروق لهم.
واصبحنا في فوضى عارمة، مناطق تفجر واخرى تحرق ونساء تسبى واخرى تغتصب وتباع بابخس الاثمان بسوق النخاسين، واعمار الزهور تباد بدون رحمة واحترام للانسانية التي اوجدها الله سبحانه وتعالى.
وان الرعية امانة بأعناقكم الى يوم تبعثون، وهل نسيتم ان الدنيا زائله والاخرة هي الباقية، ام عمتكم مغريات الحياة واصبحتم في مارثون كبير يسع لطمعكم ولمصالحكم، تريثوا بالله عليكم ان المنتهى لقريب.
مايحزننا هنا هو مصابنا الاليم في خان بني سعد ونحن نعيش اياما مباركة ايام عيد الفطر المبارك. فرغم الفقر والفاقة والبساطة التي تعيشها هذه المنطقه والتي تقع في ديالى شمال شرقي بغداد.
والجميع يعيشون الفرح والاستعداد ﻻستقبال العيد السعيد (واللا سعيد) على اهالي خان بني سعد فاذ بسيارة ملغمة بثلاثة اطنان من المتفجرات تركن قرب احد الاسواق الشعبية وتفجر عليهم مخلفة بذلك العشرات من الجرحى والشهداء والمفقودين، وبذلك اغتيلت الفرحة من وجوجههم المتعبة ليكون اليوم اسود ومعتم ﻻطعم له جعل لهم عملا جديدا اخر الا وهو العثور على الاشلاء لدفنها في مقامها الاخير.
تعددت الاسباب واصبح الموت واحد لجميع العراقيين ولافرق بين كبير اوصغير، امراة او رجل.
وكعادتها الحادثة يلفها الصمت والكتمان ولم نرى احد يعلن موقفه الرسمي والمستنكر لهذه الجريمة والفاجعة الكبيرة بحق الابرياء من اهالي خان بني سعد.
سوى توعد رئيس الوزراء السيد حيدر العبادي بالعقاب لمرتكبي هذه الجريمه.
ان كانت جبهاتنا الخارجية مهمتها ملقاة على عاتق الابطال من قواتنا الامنية وقوات الحشد الشعبي، فان مهمة الجبهة الداخلية مهمة الجميع وﻻ نلقي اللوم على جهة دون اخرى فمهمة الامن والحفاظ على اروح المدنيين مهمة الجميع ولا مجال للمزاودة والمراهنة على ارواح المدنيين.
فمجزرة خان بني سعد وصمة عار على جبين جميع السياسيين الذين لايهمهم سوى انفسهم ومصالحهم، وجعلوا الدم العراقي مستباحا وﻻ حرمة له حتى في اعياد المسلمين.