ما احوجنا لخطوات تعيد ثقتنا بالدول العربية وحتى الاجنبية، وما احوجنا لبناء واعمار بلدنا الذي عاش في غياهب الظلام وتردي الاوضاع بشكل عام. والعراق اليوم يجب ان يتكاتف الجميع للاخذ به الى شاطى الامان وليكون كما كان في مقدمة الدول تاريخا واسما لامعا في كل مجالات الحياة.
وكلنا مطالبون للوقوف صفا واحدا بعيدا عن التسقيط والمغالطة في كل مانؤمن به والعمل على تنشيط تلك الوطنية التي اصبحت في غفوة طويلة بحياتنا والتي تستوجب الاستيقاظ لنكون على بينه مفادها، ان العراق يجب ان ياخذ دوره القيادي بين الدول، واعادة بناء علاقاته مع دول العالم وهذا هو الوقت المناسب لتقليب الصفحات السوداء والبدء من جديد بصفحات بيضاء تكتب بحكمة العقل وسلامة النية.
وزيارة الزعيم الديني الابرز مقتدى الصدر الى السعودية وسط تفائل غير مسبق بين الرياض وبغداد بعد سنوات من العلاقات التي تفاوتت بين القطيعة والبرود، اول الغيث لدبلوماسية انعاش العلاقات المتشنجه، بين العراق والسعودية، وتمت خلال الزيارة الموافقة على تعين سفير سعودي في بغداد في الفترةً القليلة المقبلة. وان الوقت حان لحصد نتائج تلك الجهود التي بدات في العام 2015 بشكل جاد. وان زيارته هذه عززت من امكانية العراق لاحتواء الازمات متجاوزا نظرة الطائفية التي كانت سائدة في الماضي.
وتعد بارقة امل في انهاء الصراعات والحروب الاقليمية بين دول المنطقة، بما فيها العراق وسوريا واليمن، وكلها صرعات تحمل بعدا طائفيا.
ويسعى السيد مقتدى الصدر على بناء علاقات متوازنة مع دول الجوار لابعاد العراق عن العزلة وابعاده من الدوران في فلك قطب واحد.
وهذه هي الخطوة الصحيحة لتعزيز دور العراق وارجاعه الى منبره ومكانته بين الدول.