ساحة التحرير من الرموز المهمة والتاريخية في حياة كل مواطن عراقي يشعر بالالم والحزن ويعاني من الويلات الكبيرة والتي تركت اثرا في نفوس كل من يتحلى بحبه ووطنيتة ورفضه للضيم والقيود التي تكبل العراق، نعم حالما تذكر ساحة التحرير ترتسم في مخيلتنا ذلك النصب الفني الكبير الذي ابدع الفنان العراقي الكبير جواد سليم في نحته ليكون شامخا في ساحة التحرير.
وان اختيار هذه الساحة لم يات اعتباطا ،بل للموقع المتميز لهذه الساحة، والذي يربط اهم شارعين في تاريخ بغداد، وهما شارع الجمهورية وشارع السعدون، ويقابل نصب الحرية جسر التحرير، ذلك الجسر الذي ينقل البغدادين من الكرخ الى الرصافة وبالعكس وان الشارعين والجسر ساهموا في تنويع زوايا رؤية النصب واشكالها.
لقد تكون نصب الحرية من قطع كثيره ومعبرة، فالحصان هو من الرموز العربية العتيقة والمعبره عن الاصالة والقوة فحرر الحصان من فارسه المستعمر البريطاني وبقي الحصان واثبا ،مصعرا خده واصيلة تابى الخنوع، اما رواد الثورات فالعراق مر بتاريخ حافل بالثورات ضد الظلم والاستغلال وان شعب العراق ﻻيقبل الاستكانة على الضيم فكانوا اهلا للثورات وهم يرفعون اللافتات عاليا وحرص الفنان جواد سليم على جعل الساق والرجل ممدودة الى المجموعة تستمدان الروح والقوة وتجعلان من المجموعتين شكلا مداوما واحدا.
اما الطفل حسب رؤية سليم فهو الامل والمستقبل رافعا يده الى الاعلى ليبارك جهد الانسان في خلق المستقبل الذي تسوده الحرية والعدل، والباكية الموجودة في النصب اراد الفنان ان يؤكد على دور المراة العراقية في كل تمرد وكل انتفاضة. فعندما يقع امر مكروه تجتاح المراة العراقية موجة من الغضب والبكاء وترفع عباءتها وتلف بها جسمها وتبدا بالرثاء والصياح، ام الشهيد فقد رفع الفنان ماساة الصراع والموت العنيف في العراق الى مرتبة الماساة التي عانى منها الفرد العراقي وجهاده في سبيل الحرية وخير الانسان. اما رمز الام وطفلها فهي تعبير عن اعز علاقة انسانية في الحياة.
وكانت حركة دائرية تحيط الام بالحياة الجديدة من اجل الديمومة المفعمة بالعزيمة والحب، ورمز المفكر السجين يعبر عن القيود وراء القضبان وانطلقت يمناه من فوق القضبان، فالفكر مهما تقيد لابد ان تنبثق عنه المثل العليا التي تحرك الضمير وتسمو بالارادة وتنتهي الى الثورة على الظلم.
الجندي فرمزه في النصب يبين القفزة الجبارة التي قفزها بتواتر عضلاته وحطمت قبضته قضبان السجن من كل صوب ويده حاملة الغدارة تشد من ازرها يد الشعب، انها الثورة التي بسبها كانت الحرية معبرا عنها بمشعل تحمله امراة تكاد تكون محلقة في الاجواء من شدة فرحها.
ورموز اخرى تبلورت في نصب الحرية الذي يعانق ساحة التحرير التي باتت مزارا مقدسا للعرقيين الذين يرفضون التخاذل بوجه العبودية والاستغلال ففي السبت الماضي خرجت الجموع المنددة بالفساد والمحسوبية وتردي مستوى الاداء الحكومي وانعدام الخدمات والمطالبة بمحاسبة المقصرين والسراق، والجمعة المباركة هذه جددوا العهد مرة اخرى ليقول الشعب بكل فئاتة كلمتة الحقة ووضع المسؤولين امام الحقائق المحزنة وامام سرقاتهم التي لم تعد خافية على الجميع ويطالبوا بالتغير لا الاصلاح فقد ان الاوان لبناء عراق حر خالي من الوباء والاستغلال، لقد ذهب الخوف وانطلق اللسان وفك الوثاق لنقول ﻻ للفساد ﻻ للمحاصصة ﻻ لقانون الانتخابات ﻻ لقضاء مسيس ﻻ لدستور سن على عجل نعم للكفاءات العلمية المميزة ، لتكون مفتاحا للبناء والاعمار والتقدم، فمطالبنا حق لنا نثبتها بتظاهراتنا التي كفلها الدستور وستكون متتالية في المستقبل حتى نثبت ارادتنا ونثور على الظلم لنفرح بحريتنا في ساحة التحرير مزارنا المقدس.