لقد تفنن البعض في تشخيص الحالة التي وصلت اليها الحشود الرافضة للفشل الذريع الذي وصلت اليه وزرات الدولة، فمنهم من قال بانها تظاهرات يقودها التيار الوطني الذي ابى ان يستسلم لكل السياسات التي تنتهجها الاحزاب في قيادة البلاد.
فعلى مدى سنوات امتدت من 2003 والى الان 2015 فترة ليس بالقليلة عانى خلالها جميع العراقيين التهميش والقتل والابادة الجماعية وفقدان الامن وتردي الخدمات واحتلت البلاد وسبيت النساء وسرقت الاموال وتجاهل الطبقة المثقفة في البلاد وانتشار الامراض وزيادة المحسوبية والرشاوى وعدم توفر فرص العمل وارتفاع نسبة البطالة باعلى مستوى لها ومناقصات للمشاريع الوهمية وتسلط الفئة الجاهلة على المتعلمة وتدهور التعليم والفتاوى الاستثنائية من وزراء التعليم العالي والبحث العلمي الذين توالوا على الوزارة واسباب اخرى دفعت الشباب والنساء والشيوخ والرجال الحقة في رفض هذا الواقع المرير واصبحت لا تهاب الموت وﻻ تخاف في الحق لومة لائم، فالنتيجة هي وعي كبير جدا وصحوة حق ضد الباطل لجميع العراقيين واصبحت كل جمعة عرفا وتقليدا لهم لتجديد الرفض لكل اساليب النهب والسرقة التي تنتهجها الشخصيات المتحزبة باسم الدين وتدعي الوطنية والولاء الى الوطن، وهذا يخالف حقائق كثيرة على ارض الواقع والدليل الجميع في سدة الحكم حصنوا انفسهم واصبحوا من الشخصيات المترفة مالا وعقارات ومشاريع تجارية حاملين جنسيات مختلفة تكون لهم سندا عند الضيق. هذا هو واقعنا المرير وينطبق الحال على كل مرفق من المرافق الحكومية ناهيك عن حالة الشبع والانشغال بالزواجات من نساء باعمار صغيرة فهي اعلى حالات التردي والتدهور الذي وصل اليه العراق وما خفي كان اعظم.
اما التشخيص الثاني يقول بان التظاهرات قد تقودنا للهلاك كما مر الحال على اهالي الرمادي التي سيست فيها التظاهرات والاعتصامات وصرفت اموال العراق بشكل ﻻيقبله العقل الى ان انتهت بفسح المجال امام مرتزقة امريكا والمتمثلة بعصابات داعش الاجرامية التى عاثت بارض العراق فسادا ونهبا وسرقة حتى تمركزت في مناطق مهمة في العراق وكما نتابع اوضاعا متردية ومحزنة وفقدانا كبيرا للامن والامان.
اما التشخيص الثالث فكان يؤكد على انه قد يكون هناك شراء للذمم من قبل المنتفعين من الاوضاع وخاصة اصحاب المناصب والسلطة حيث تصطاد في الماء العكر وهذه فرصة تستغلها لتحقيق طموحات وانتصارات لها اكبر طالما هناك صراعات قوية على المناصب والنفوذ فيقول بان الوقت مناسب لها لتستميل بعض المتظاهرين لتكون الى جانبها وهذا ربح بحد ذاته وانتصار لها ﻻثبات وجودها.
لكن من خلال قراءة الاحداث وسماع الاراء وتبلور تيارات وطنية محبة للعراق واهله، ورغبة منهم من اجل الخلاص والاستقرار، نطمأن كل التشخيصات ونقول يبقى تيارنا الوطني هو الاسمى لقيادة العراق والوصول به الى شاطئ الامان فطالما كانت ساحة التحرير هي مزارنا المقدس وتجمعنا سوية لافرق بين شيعي وسني ،ايزيدي او مسيحي، كردي او عربي فالكل قلوبهم متحدة وانفسهم صافية تحت لواء العراق تاركين كل النعرات متمسكين بحب العراق لتحقيق النصر ضد حشد الباطل.
فسلاما صداها يعلو كل الاصوات لك ياحشدنا المدني المقدس.