ازداد الاصرار وتجلت الارادة العراقية والرغبة الصادقة في التغيير الكلي ﻻ الاصلاح الترقيعي للمرافق الحكومية وشرط غير قابل للمراهنة والتغيير وهي حكومة مدنية تسودها الحرية خالية من الرؤوس الفاسدة التي ماتت ضمائرهم وباعوا كرامتهم في سبيل مصالحهم.
نعم رغم كل الممارسات التي بدات ضد المتظاهرين، وحراك المنطقة الخضراء للدفاع عن مناصبهم ورغم كل الممنوعات والمرفوضات وكل ما حدث بيوم الجمعة الماضية حيث اغلقت الطرق المؤدية الى المنطقة الخضراء، ومنعوا القنوات التلفزيونية من تغطية التظاهرات، واصدرت القوات الامنية تعليمات بمنع استخدام مكبرات الصوت داخل التظاهرة وضيقت عليهم انسيابية الحركة بالاضافة الى وجود اشخاص تابعين لجهات معينه همها هو تسييس التظاهرات وعرقلتها لشل اصرار المتظاهرين واحباط عزيمتهم في المطالبة بتحقيق الاصلاح الكامل لكل مرافق الحياة.
وان الممارسات هذه لم تقتصر على تظاهرات بغداد فحسب فقد تعدى ذلك الى المحافظات الاخرى، وان الذي حدث في البصرة بدخول رجال يرتدون الزي العسكري ويعتدون على المعتصمين لن يزيدنا الا اصرار في سبيل الحرية والعيش بامن وامان في ارض العراق التي هي ملك لكل العراقيين الاحرار .
ولا يغفل عن بالنا ماقام به العراقيون الاحرار الذين بدأوا يمارسون حقهم في القضاء على الفساد والمفسدين، حيث استطاع اهالي الهندية في كربلاء المقدسة بازالة قائممقام الهندية وجاؤوا بشخص نزيه يعمل لخدمة القضاء.
هذا اول الغيث والقادم سيكون كله اصرار وقوة لتحقيق النزاهة والقضاء على كل الرؤوس الفاسدة التي اوصلت العراق واهله الى ادنى مستوى للفقر والضياع. لقد انتصرت الارادة العراقية الزلال بخروج العراقيين متحدين حرارة الجو وغدر الحاقدين ليخولوا السيد حيدر العبادي تساندها المرجعية الدينية الرشيدة بالضرب بيد من حديد على رؤوس الفاسدين واقالتهم والعمل جميعا من اجل اعادة العراق الى سابق عهد.
الا ان المماطلة والتسويف جعلت العراقيين اكثر اصرارا لانقاذ ما يمكن انقاذه والنهوض بواقع العراق واهله. وجددت المرجعية الدينية تاكيدها مرة اخرى على ضرورة العمل ﻻصلاح الجهاز القضائي من اجل قيامه بمهامه على الوجه الصحيح، حيث يلاحظ ومع الاسف الشديد كثرت لصوص المال العام وعصابات الخطف والابتزاز وانتشار ثقافة الرشاوى والمحسوبية في المفاصل المهمة ومنها الجهاز القضائي.
وقد طالبت المرجعية ايضا من السيد حيدر العبادي ان يكون اكثر جرأة وشجاعة في خطواته الاصلاحية وﻻ يكتفي ببعض الخطوات الثانوية التي اعلن عليها موخرا بل يسعى الى ان تتخذ الحكومة قرارات مهمة واجراءات صارمة في مجال مكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية.
ومن هنا ومن هذا المنبر نقول للسيد حيدر العبادي لقد حظيت بتأييد مطلق من شعب جار عليه حكامه وفقدوا الغالي والنفيس في سبيل العيش بحرية وكرامة، وقد ذاق المر عبر سنوات مريرة، ومورست ضده شتى انواع التفرقة والعنصرية الى ان جاء التغيير حسب الافكار البيضاء التي يحملها البسطاء من اهلنا ليكون طريقا للخلاص من سياسة الاوحد لكن جاءت مغايرة لكل ما نحمله من رؤى، وحظيت ايضا بتأييد اخر له وزنه الكبير عند العراقيين الا وهو تأييد المرجعية الرشيدة لذا ستكون هذه فرصة كبيرة امامك لإنقاذ شعب يستحق الحياة، وستكون على يدك اولى الخطوات الصحيحة لبناء العراق نظيفا خاليا من الفساد والفاسدين.
لذا سيبقى اصرارنا الاكبر للقضاء على سراق العراق وتبقى جمعنا القادمة تجمعنا بوﻻء وحب العراق عبر تظاهرات سلمية نظيفة وان منعوا مكبرات الصوت ﻻ يزيدنا الا اصرارا وتوحد باصواتنا.