كلنا يعلم حجم الدور الذي تلعبه بعض الدول العربية في رعاية الارهاب والارهابيين.
فقد تقاسمت هذه الدول الادوار وتفننت باسلوب الدعم وخاصة الدعم المادي، كلها تصب من اجل جعل المنطقة العربية في صراع دائم واشغال الشعوب في حروب ليس لهم فيها ﻻ ناقة وﻻ جمل.
وحين نمعن في تحليل المواقف لهذه الدول تنبرق امامنا تحليلات مقنعة وصحيحة، ففيما يخص دول الخليج العربي تراها ذيلا تابعا للدول الكبرى همها ارضاؤها تحقيقا لحماية مصالحها في المنطقة ،وهذا لاياتي الا بسبب ضعف هولاء الحكام والملوك الذين يتشبثون بديمومة الحكم والاستمرار فيه.
فتراها تارة تتامر على سوريا وتارة اخرى تتامر على اليمن وعلى ليبيا ومواقفها المخزية والكثيرة تجاه العراق الذي طالما يقف ك(السلة في افواههم). فقطر والسعودية لها الادوار الرئيسة في حجم هذا التامر ، فمن خلال الاحصائية التي نتابعها نستقرا منها الاموال الطائلة التي تخصص بميزانية خاصة لتمويل الارهاب والارهابيين، وان المساعدات الخفية لدول اخرى يثير الالم والشجون في نفس كل مواطن عربي مخلص ﻻمته وابنائها. وان كل مايحدث من صراعات وحروب وفساد وتدمير في المنطقة العربية قل (يد الخليج فيها).
وحتى التطورات الاخيرة للمشهد العراقي والسوري خاصة مانتابعه من هجرة الشباب وترك ديارهم وتحملهم الصعاب والمشقة وخاصة طريق البحر الذي ابتلع الالاف من المدنيين المنكوبين في بلادهم كلها اسباب لمؤامرة كبيرة على المنطقة العربية اذ اتبعت هذه الدول سياسة تصدير الارهاب والارهابيين من جنسيات مختلفة ومن اناس ليس في قلوبهم رحمة عاثوا بالارض فسادا وتدميرا وهتكا للاعراض، مما جعل الناس يتركون ديارهم بسبب الاجراءت الوحشية التي تمارسه ضدهم عصابات داعش الاجرامية ولم يهتز لهم ضمير العالم ﻻ بل لم تصح ضمائر حكامهم في بلادهم. فجعلوهم امام خيارات صعبة وايجاد الهجرة الخارجية لتكون دول اوربا ملاذا امنا لهم ولعوائلهم. وكل هذا التدمير والخراب الذي اصاب العراق تعقد الدوحة مؤتمرها سيئ الصيت وبحضور شخصيات مطلوبة للقانون.
وان الهدف من هذا المؤتمر هو"ان امريكا وقطر تريدان جمع القوى السنية بالخارج والداخل تحت قيادة واحدة، ووضع حدا ﻻنهاء الصراع بين القوى السياسية السنية" ليكون لها خارطة طريق للتعامل مع القوى الاخرى سواء داخل العراق من مكونات او من دول اخرى في المنطقة. نحن نستغرب مايحدث الان على الساحة العربية والدولية هل تغيرت المواثيق والاعراف الدولية هل سنت قوانين جديدة نحن لانعلم بها هل هناك برتوكولات جديدة يعمل بها الان والا كيف نفسر عقد مؤتمر مختص بالشان العراقي وبحضور شخصيات مطلوبة للقانون بدون تنسيق مسبق مع الحكومة العراقية.
ان هذه الخطوة الخاطئة تعد سابقة سيئة وتدخلا سافرا في الشان العراقي وخرقا واضحا لمبادئ العلاقات الثنائية المبنية على اساس الاحترام المتبادل لسيادة الدول وشؤونها الداخلية، وقد تضاربت الاقوال حول مشاركة رئيس مجلس النواب سليم الجبوري والوفد المرافق له في مؤتمر الدوحة فمنهم من قال انه على علم بهذا الحراك والبعض الاخر نفى.
ايا كانت التبريرات يجب ان نقف عند حقيقة واضحة هي ان المرحلة التي نمر بها الان صعبة جدا والتحديات والمؤامرات اصعب لذا يستوجب علينا ان نوحد صفوفنا كعراقيين بعيدين عن الطائفية المقيتة ونضع الخطوط الحمراء على المتامرين ونؤمن انفسنا من الفتنة ونحل مشكلاتنا داخل بلادنا لنفوت الفرصة على كل من ﻻيفرحه امننا واستقرارنا.