لقد استمرت التظاهرات المطالبة بالتغيير والاصلاح لمرافق مهمة في الحكومة العراقية لأسابيع متعددة ومازلت هذا التظاهرات مستمرة واصبحت كل جمعة عرفآ للعراقيين للخروج والمشاركة من اجل قطف ثمار مطالبهم المشروعة، اذ ان من حق كل عراقي ينتمي لهذا الوطن ان يعيش براحة وامان ويضمن حقة وحق عائلتة بان يعيش حياة حرة كريمة.
وقد فوض السيد حيدر العبادي تفويضآ كاملآ من قبل الشعب تلاه تفويض مجلس الوزراء ومجلس النواب للقيام بحزمة من الاصلاحات لتكون الامور اكثر يسرا ولها ايجابيات كثيرة لسير العملية السياسية الى امام ولبناء مستقبل العراق ليرتقي مسار الدول المتحضرة.
فكانت شبكة الاعلام العراقي واحدة من الهيئات المهمة لتكون في المقدمة ﻻجراء الاصلاحات الضرورية لضمان شفافية ومصداقية السلطة الرابعة ليكون لها الدور البارز والمؤثر في الشارع العراقي وكل مؤسسات الدولة.
فبعد القرارت التي اتخذت من قبل الحاكم المدني بريمر بحل وزارة الثقافة والاعلام واعادة هيكلة الدولة حسب المقاييس التي جاء بها والتي ﻻ تتناسب مع طبيعة وشأن العراقيين.
اذ ان التغيير الذي جاءت به امريكا في بلد انهكته الحروب والمآسي وسيادة الدكتاتورية في القرارات والاحكام وانعدام الحريات والتعبير عن الاراء مع وجود اعلام السلطة المنفردة، كلها تستدعي الى مراحل تدريجية ﻷستيعاب هذا التغيير .
فرغم التحديات الكبيرة الا ان الوﻻدة كانت صعبة جدا فكانت شبكة الاعلام العراقي بكوادر متميزة نعمل ليل نهار في ظروف امنية صعبة جدا فقد عملنا في بداية تأسيس الاذاعة والتلفزيون في قصر المؤتمرات سابقا ﻻيصال الاخبار وماتتناقلة الصحف العراقية والعربية وكل مايخص الشان العراقي وتطورات الاحداث بصورة مستمرة وقد عانينا الكثير من التهديدات والاغتيالات واصبحت قافلة الشهداء من الاعلاميين حديث الشارع العربي والعالمي والكل يعمل باخلاص وتفاني لتحقيق اعلام صادق يوازي اعلام العالم، الا ان توالي الادارات المختلفة على شبكة الاعلام العراقي والمحاصصة المقيتة كلها جعلت التفاوت كبير جدا في مهام عملها وكل ادارة تجلب معها كوادر مقربة لها مما جعل اعدادا كبيرة تعمل في شبكة الاعلام وهي ليس لها صلة باﻻعلام.
فالمعاناة كبيرة جدا خلال العمل في مرافق الشبكة وتبقى المحسوبية والعلاقات للاسف الشديد هي الكفة الراجحة واتهامات باطلة للكوادر التي تتمتع بخبرة كبيرة وابعادها عن العمل وتجميدها واختيار ادارات بعيدة عن المهنية والخبرة كلها امور ادت الى تذبذب المستوى داخل شبكة الاعلام العراقي.
فبعد المصادقة على قانون الاعلام ونشره في الوقائع العراقية اصبح باتا ويجب العمل به وهذا يستوجب ان تكون هنالك مجموعة من الاصلاحات داخل الشبكة بشكل يضمن العمل بخبرة وكفاءة عالية ومهنية كبيرة بعيدا عن المجاملات والعلاقات التي تقفز فوق مستوى الاداء والابداع، ونتمنى ان نبتعد عن لعبة الشطرنج في اختيار الادارات وتغير المناصب وان تكون هنالك رغبة حقيقية وصادقة للارتقاء بعمل الشبكة وحتى المكاتب الخارجية يحب ان تكون هنالك اسس صحيحة ﻻختيار الافضل لها اذ لحد الان لم يكن لهذه المكاتب الدور الفاعل لنقل نشاطات الجاليات العراقية في الخارج ولم اشاهد او اسمع تقريرا او تغطية مباشرة بمستوى الطموح.
وحتى اختيار اعضاء مجلس الامناء يجب ان يكون على اساس الخبرة والكفاءة في العمل الاعلامي لسنوات متتالية ولهم القابلية لتبني خطط اعلامية ترتقي بمستوى الاداء الاعلامي لشبكة الاعلام ونتمنى ان تتوحد جميع الاراء تاركين كل الخصومات والمشكلات والتناحر على رئاسة الشبكة وترك التسقيط للاخر ليكون المجلس الجهة المعول عليها لاجراء الاصلاح والتغيير ويكون جهة رقابية امينة على اداء شبكة الاعلام العراقي.