منذ عقود ماضية تم القضاء على( وباء الكوليرا) بشكل نهائي بعد ان قضى على ملايين البشر بسبب الاهمال وتفشي الفساد المالي والاداري, وعجز الحكومة في القيام بالمشاريع الخدمية لتنقية مياه الشرب، وعدم وجود الرقابة على المواد الغذائية المستوردة، وكذلك فقدان صلاحية هذه المواد للاستهلاك البشري واسباب عديده اخرى دفعت حياة الموطن العراقي الى التهلكة.
واليوم يعيد التاريخ نفسه في ظل التدهور الكبير للخدمات المقدمة للمواطن وعدم وجود رقابة على ما موجود من مواد غذائية في السوق العراقية، وهم التاجر هو تحقيق ربح اكبر على حساب ارواح العراقيين، وشحة المياه خاصة في مناطق حزام بغداد وحتى في العاصمة بغداد واللجوء الى حفر الابار والاعتماد عليها كمياه شرب، وانتشار الباعة المتجولين ووجود المطاعم الكثيرة بدون رقابة صحية الى غير ذلك من الاسباب التي جعلت البيئة جيدة ومناسبة ﻻنتشار الاوبئة والامرض التي تفتك بحياة البشر ، فكان وباء الكوليرا الذي انتشر في مناطق متعددة من العراق وتاتي منطقة ابو غريب في المقدمة حيث سجلت الالاف من الاصابات بهذا المرض. وقد شدد رئيس الوزراء حيدر العبادي على تشكيل خلية ادارة الازمات المدنية ﻻتخاذ التدابير اللازمة لتطويق وباء الكوليرا، واكد على ضرورة التنسيق مع منظمة الامم المتحدة للطفولة ( اليونيسيف)والمنظمات الاخرى للحيلولة دون انتشار هذا الوباء الفتاك.
وقد اعلنت وزارة الصحة على استنفار كل الجهود والطاقات وتوفير العلاجات الضرورية للسيطرة على هذا الوباء وهذا جاء على لسان مستشار وزارة الصحة الدكتور عبد الامير محمود المختار خلال لقائي معه عبر راديو العراقية، والذي اكد ايضا على ان وزارة الصحة اتخذت التدابير اللازمة للحد من الوباء ونصح المواطنين بالنظافة وتعقيم الاغذية والفواكة والخضروات واكد على وجود تنسيق بين الوزارة والمنظمات الانسانية الاخرى ليكونوا على اهبة الاستعداد لاي تطورات قد تحدث لانتشار هذا الوباء، واكد ان حالات الاصابة هي في تزايد وعلى المواطن ان يلتزم بالنظافة وتجنب الماكولات المكشوفة وشرب المياة المعقمة لكي يحذروا الاصابة بهذا الوباء.
وكانت محافظة بغداد قد اعلنت عن تشكيل غرفة عمليات لمواجهة مخاطر الكوليرا والحد من انتشاره،وكشفت عن "159" اصابة بالوباء توفي على اثرها "5" اشخاص .
وتستمر وزارة الصحة بتنفيذ خطة طوارئ خاصة بالكوليرا بالتعاون مع الشركاء الدوليين للسيطرة على الوضع واحتوائه دون انتشاره للمحافظات الاخرى.
ان هذا الاوضاع الصحية المتدهورة اثرت سلبا على سير الحياة بشكل طبيعي حيث اكد محمد اقبال وزير التربية" ان الوزارة قررت تاجيل الدوام الرسمي للعام الدراسي الحالي وللمرحلة الابتدائية فقط الى تاريخ 18 تشرين الاول " وان هذا التاجيل هو اجراء وقائي لحماية الاطفال من عدوى الكوليرا ، وكذلك فرصة مناسبة لوزارة الصحة ﻻكمال استعداداتها واجراءاتها الوقائية في جميع المدارس.
يحزننا هذا الفشل الذريع في مرافق الحياة كافة والفشل واضح جدا للحكومة العراقية في تحقيق الحد الادنى لمقومات الحياة الطبيعية للعراقيين، بسبب انتشار الفساد الذي حول اموالا كان يفترض ان تذهب لتنمية البلاد وتحسين الخدمات للمواطنين الى جيوب عدد من المسؤولين الفاسدين، الى ان خرجت جموع غاضبة تدعوا لمواجهة الفساد وتطهير اجهزة الدولة من المفسدين ومحاسبتهم ،لكن ومع شديد الاسف لامجيب لمن ينادي.