الغدير: هي المياه الراكدة والتي غادرها السيل وغدير خم نسبة الى المكان الذي اجتمع فيه الرسول محمد (صلى الله عليه واله وصحبه وسلم) بالمسلمين حين قال في خطبته قولا مشهورا (فمن كنت موﻻه فهذا علي موﻻه، اللهم وال من والاه ،وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله ) فقال الرسول لعلي (عليه السلام) قم ياعلي فانني رضيتك من بعدي اماما وهاديا ،فبايعه جميع المسلمين بما فيهم عمر بن الخطاب، وابو بكر الصديق فبذلك اصبح علي مولا لكل مؤمن ومؤمنة. فالغدير هو عيد الوحدة والانتماء ﻻل البيت والذي يكتمل فيه الدين وتتم النعمة ويتساوى الغني والفقير والرفيع والوضيع ويتصافح الجميع وتمحى فيه الفوارق الطبقية.
ياعلي ان كان الدين الاسلامي هو الحب فانت معناه .... وان كان العشق هو السمو فانت تجليهما. وان لعلي من الفضل ﻻيعلمه الا الله ورسوله مهما حاول البشر معرفة علي وتفسيره فانهم لن يصلوا لذلك. نعم فالغدير وعيده له الوقع الكبير في النفس وخاصة في تلك الفترة التي زرع الفرحة بقلوب المؤمنين جميعا الا بعض القلوب الضعيفة التي لم يكن فيها الايمان حقيقيا وكرهوا الخير للناس وخلقوا الفتنة لينالوا من هذا الحدث الكبير .
وجعلوا مصالحهم الشخصية فوق مصلحة العامة.
واقصي الامام علي لسنوات طويلة عن الحكم. بسبب اولئك الذين نقضوا العهد مع الرسول محمد وعلي وحتى عهدهم مع الله.
فلو حكم الامام علي بعد الرسول محمد لكانت امتدادا لحكومته في المبادئ والقيم واستمرارا ﻻرساء ماجاء به دين الله الحنيف لتكون مفتاحا لبناء مجتمع متوازن يشعر ابنائه بالامن والطمانية.
الى ان تجلت معان كثيرة لعيد الغدير في ظل الفترة القصيرة التي حكم فيها الامام علي ( عليه السلام )واصبح عيدا اغرا يحتفل به المسلمون كل عام.
لقد تكبر البعض واستنكر الامر الالهي ولم يكونوا بمستوى المسؤولية تجاه ماامر به الله واصبحت الامة في مذر من امرها.
فلو كان المسلمون ملتزمون بما جاء من الله وحكم الامام علي بعد الرسول محمد ﻻنتعشت الانسانية اجمع وعاشت في ظل الامن والسلام والرفاهية الاجتماعية والاقتصادية. ويستمر الحال كذلك في ظل حكم الائمة الاطهار الحسن والحسين (عليهم السلام). فعيد الغدير هو تجديد البيعة للامام علي عليه السلام والثبات على الولاية بقلوب خالصة بيضاء ناصعة تاركة وراءها حب الجاه والسلطة مفعمة بالخير من اجل خير صلاح الامة.
وتيمنا بعيد الغدير الاغر انطلقت فعاليات مهرجان الغدير التاسع يوم الخامس من تشرين الاول بحضور رسمي واعلامي كبير في محافظة النجف الاشرف ويستمر لثلاثة ايام ،ويشهد المهرجان مشاركات عربية واسلامية واجنبية تنوعت بين اعلام مرئي ومسموع واعلام الكتروني.
حيث افتتح المهرجان بمشاركة 18 دولة و152 مؤسسة صحفية ووسائل اعلامية مختلفة ،وتضم فعاليات المهرجان ندوات وسوق ومسابقات اذاعية وتلفزيونية وللصحف بالاضافة الى جلستي الافتتاح والختام وسيكرم فيها الشهداء ورموز الفن العربي . وقد سميت الدورة الحالية باسم دورة الشهيد علي الانصاري احتفاءا بمدير مكتب توثيق اثار الشهداء في قناة الغدير الفضائية ،والمصور الحربي فيها والذي استشهد اثناء تغطيته انتصارات الحشد الشعبي على عصابات داعش الاجرامية في قاطع شمال المقدادية بمحافظة ديالى.
واصبح هذا المهرجان عرفا سنويا يقام على الارض المقدسة النجف الاشرف للتبادل الاعلامي والفني بين الدول المشاركة بهذا المهرجان ويحق لنا ان نقول بان مهرجان الغدير عطاء مستمر .