بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، تبدلت معايير الصراع الدولي وظهرت افكار ونظريات مختلفة، فأدعى بعضها " نهاية التاريخ "والبعض الاخر تبنى نظرية "صراع الحضارات "اي ان بعد انهيار الشيوعية وتفكك المعسكر الشرقي في بداية تسعينيات القرن الماضي وانتهاء الحرب الباردة.
سيشهد القرن الحادي والعشرون صراعا دوليا بين الشرق الاسلامي والغرب المسيحي.
فمن هنا يبدأ بوضوح ،ان الاحادية القطبية في عالم تتنازعه المصالح، تجانب الواقع وتجافي حركة التاريخ، مما جعل امريكا تعيش نشوة الانتصار عقب انهيار الاتحاد السوفيتي.
وان المشكلات التي يعاني منها العالم آلان ،ناجمة عن اختلال موازين القوى بين المعسكر الامريكي والسوفيتي، ففي تلك الحقبة الزمنية الماضية كانت الصرعات والنزاعات الدولية محكومة بسقف توازن الرعب بين القوتين ولا تتجاوز هذه الصراعات سقفهما.
فبعد الانهيار الكبير للاتحاد السوفيتي وتفككه الى ولايات عديدة وفسح المجال امام امريكا لتخلق الصراعات الداخلية لهذه الولايات مما جعلها تعيش في تناقضات كبير يصعب عليها حل ماتعاني منه من مشكلات وهذا جعل امريكا تتسيد العالم وتصول وتجول فيه جاعلة ذيولا لها تساندها بالمال والارهاب.
وبسبب سياسة امريكا الوحدوية اصبحت في اكثر من مستنقع،يبدا من ازماتها المالية مرورا بتحرر الدول اللاتينية من دكتاتوريات نصبتها في زمن صراع القطبين،وتنامي الافكار الرافضة لسياستها في الشرق الاوسط كوجود ايران والصراع في المنطقة العربية، والاخطاء الجسيمة التي ارتكبتها في العراق وافغانستان.
ويستمر مسلسل امريكا وافلامها الهوليودية في المنطقة العربية لتصنع احداثا خيالية قد ترضي البعض ولا يتقبلها البعض الاخر. وقد سعت واشنطن الى استخدام نفس الاسلوب القديم وكاننا شعوب بلا ذاكرة ،فهي تصنع الارهاب وتريد ان تحاربه شريطة ان ندفع الفواتير معا، وتقدم نفسها على انها الصديق الوفي والحارس الامين لامتنا العربية بينما هي في واقع الحال سبب الدمار والالم الذي نعيشه .لقد اوجدت امريكا المنظمات الارهابية الكثيرة وبدات بصناعة ابطالها فصنعنت الظواهري وابن لادن وساندت حزب الاخوان في مصر وقمعت الثورة المصرية، وانصار بيت المقدس والقاعدة والموساد الاسرائيلي وحرب الابادة والقتل والتهجير وتجارة الرقيق ضد الافارقة والقنبلة الذرية التي القتها على ناكازاكي وهيروشيما في اليابان وعصابات داعش الى غير ذلك من الارهاب الاسود كلها صناعةCia الامريكية.
وان كل ماتقوم به امريكا بصناعة وتقوية الارهاب والارهابيين في المنطقة العربية ماهو الا اجندات تعمل على اعاقة استقرار المنطقة ورسم الحدود الاقليمية على اساس عرقي وطائفي واثارة الفتن والحروب في العراق ومصر وسوريا وليبيا واليمن الى غير ذلك من الدول الاخرى لها حسابات في مفهومها للحفاظ على مصالحها ومصالح اسرائيل، ومن الخطا ان نظن بان امريكا جادة في القضاء على داعش بفترة زمنية قصيرة ﻻنها تنفذ اجندة امريكية اسرائيلية وتبذل كل الجهود من اجل استمرار الارهاب في المنطقة العربية وهذا ماجاء على لسان رئيسها اوباما حين قال "ان امريكا ليس لها استتراتيجية للقضاء على داعش في فترة زمنية قصيرة وان الهدف من التحالف الدولي هو الحد من قوتها وليس القضاء عليها" ولكن ماتقوم به روسيا اليوم بتوجيه ضربات جوية موجعة لعصابات داعش الارهابية في سوريا احرج التحالف الدولي بقيادة الوﻻيات المتحدة من حيث فضح عدم جدية الضربات الامريكية التي بدات منذ اكثر من سنة من جهة ومن جهة اخرى حققت الضربات الروسية نجاحا كبيرا على معاقل داعش في الرقة واستهداف مركز قيادتهم وهذا يفسر فشل 3000 ضربة جوية نفذها التحالف الدولي في سوريا.
وان قوة السلاح الروسي واسطولها الجوي والبري ورغبة روسيا الصادقة لتخليص المنطقة من الارهاب والار هابيين وسعيها لتكون المنقذ في المنطقة العربية وعهد الرئيس بوتين لتكون سوريا لينغراد ثانية كلها امور تستوجب المراجعة والتمحيص وبذل الجهود لتكون هنالك وجهات نظر لاعادة قوى التوازن في المنطقة، والقضاء على التفرد في القرار والعمل بجدية كبيرة لخلق قوى جديدة تعمل على تحقيق التوازن في المنطقة للعربية.
انتهى...