تزايدت في الفترة الاخيرة وتيرة الارهاب واصبحت في حالة من التعقيد الكبير والذي انتشر بشكل سريع وامتد الى دول عربية واجنبية، واصبحت شرارته تلتهم الاخضر واليابس.
وبات العالم يعيش في قلق مطبق ازاء حمام الدم الذي يراق في اغلب دول العالم. وبات والارهاب متسيد الموقف ويجر وراءه خسائر كبيرة، يدفع البشر فاتورة الا فكار المتطرفه التي بدات تنمو وتنتشر بشكل يفوق العقل والتصور .
والسؤال الذي يطرح ماذا جرى في العالم والى اين يمضي؟
وماهو مستقبل البشرية في ظل هذا التطرف الفكري والارهاب الاعمى؟
من خلال المتابعة لسير الاحداث التي مر ويمر بها العالم فمن الطبيعي ان ننقاد الى وضع علامات الاستفهام تجاه الافكار والعقول التي تحمل التطرف والرغبة الجامحة لتغيير العالم بشكل يتلائم مع مايحملونه من ادمغة وعقول مليئة بالافكار الشريرة والسوداوية لتحقيق التغييرات في العالم بشكل يتلائم مع اهوائهم ومصالحهم.
اصل الارهاب هي افكار شريرة تتزاحم في الدماغ ،اي جريمة في طورها غير المرئي وهذه صورة مادية للفكر الشرير .
حيث يكون صاحبه في حالة تعصب اعمى وليس امامه اي خيار للاصلاح خالي من الارهاب والعنف.
وحتى المعالجات التي تكفلتها الدول الكبرى في الكثير من بقاع الارض لم تكن لها المصداقية الحقيقية للقضاء بشكل نهائي على التطرف والمتطرفين وهذا نوع من المماطلة والتسويف في الاستمرار بالاوضاع المتردية للدول المغلوب على امرها لتكون لقمة سهلة ومستساغة لها، ولتكون امامها ضعيفة وهزيلة لاستزافها واستزاف طاقاتها البشرية والاقتصادية لتتسيد هي على الجميع.
حتى باتت تطويع البشر بيدها كالعجين وتزرع ماتشاء من الافكار المتطرفه في نوع من البشر الذين هم في حالة فقر مدقع وحرمان مجحف، فتراهم بيدها كالارض الخصبة الصالحة لنمو الافكار التي تدعو لها دول الغاب.
فمنذ احداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 ولحد الان هنالك خيبة امل كبيرة ومازالت تتكرر لوضع حد للارهاب والعنف الذي فاق مديات التصور والعقل.
والاخطر من ذلك تطور التقنيات وتنوع وسائل الاتصال التي سهلت عمل الارهابيين واصبحت الساحة مفتوحة امامهم لتجنيد الكثير من الافراد عبر التنسيق بين فصائلهم واضعاف الحكومات واحباط جهودها الرامية لمكافحة الارهاب، وانظم تحت فكرهم المتطرف الكثير ممن يحملون المؤهلات العالية بمختلف الاختصاصات.
وهذه هي المرحلة الاصعب التي نمر بها الان عندما تقتنع هذه العقول بالافكار المتطرفة وتبدا الارهاب والعنف على حساب ماكانت تحمله من افكار نيره.
ان الاحداث الاخيرة التي مرت بها المنطقة العربية جعلتها في مخاض كبير وخاصة تبلور فكرة التغير للانظمة الحاكمة ورغبة الشعوب في تبديل الفكر الدكتاتوري الى فكر ديمقراطي ينتشلهم من مستنقع الانقياد الاعمى للحكام .
وكانت هذه نقطة مهمة وحيوية وقابلة للاستغلال من قبل امريكا وتوابعها حيث استغلت شعوب المنطقة لترسم لها شيئا وتخطط وتزرع شيئا اخر مما جعل مسار التغيير ينحرف عن الطريق الذي يحلم به ابناء المنطقة والذين عولوا عليه كثيرا ليكون لهم مستقبل زاهر وينعمون بالحرية والاستقرار وتحقيق الرفاهية وبناء الاوطان، الا ان الحال جاء بما ﻻيسر النفس حيث جاء الربيع العربي اكذوبه تلهي به امريكا ومن معها الشعوب واصبح العالم مرتعا للارهاب والارهابيين وتحت مسميات عدة.
فقد بات العالم مخترقا وماؤى للارهاب والارهابيين والافكار المتطرفة والتي اخذت تنتشر بسرعة كبيرة وليس لها حدود تقف عندها وسيسير العالم الى عتمة سوداء ليس لها من بريق امل طالما نعيش في عالم الغاب والمصالح غير ابهين بالبشر وحقهم في الحياة الحرة الكريمة.