تركت الخلق طرا في هواكا وايتمت العيال لكي اراكا ولو قطعتني بالحب اربا لما مال الفؤاد الى سواكا بهذا الكلمات البسيطة والمعبرة عن كل مايكنه القلب من احاسيس ومشاعر جياشة تكبرا يوما بعد يوما بحب الحسين الذي بات شعلة لاتنطفئ في ضمائرنا جميعا وفي ضمير كل مؤمن يهاب الحق وينصره ويرفض الظلم ويحتقره.
فحين نذكر الحسين ترتسم امام اعيننا تراتيل الطف دوحة العشق الالهي وصخرة الحق التي تحطمت على جنباتها اكذوبة الباطل، ففي كربلاء تميز الحق عن الباطل باروع صوره.
وفي كربلاء تجلت صورة الحق وكان عمادها الحسين وانصاره، وانكشفت اوراق الباطل وكانت سطورها يزيد واذنابه.
فقد كان انصار الامام الحسين (ع) على موعد مع كربلاء الحسين، فعندما اناخ بهم الركب الحسيني في الطفوف توسدوا رمال كربلاء وجعلوا يعدون الساعات على رحى جمر التصبر والترقب. فقد ترقبوا ساعة الصفر ليحتدم اشتياقهم الكبير ولتكون ليلة عاشوراء ليلة الحب والمناجاة، ليلة وماسواها ليلة حيث احتدمت المعركة وغدت امواج العشق والوصال تتهافت لربان السفينة وراكبيها، انها سفينة الخلود الابدي ليزدادوا عزيمة واصرارا ضد الباطل وليرسموا مديات هذا العشق حتى الازل ويتجدد حاله كل عام .
ولم تكن طامعا في الدنيا يوما واخترت الشهادة لتبجل، فان تكن الدنيا تعد نفيسة فان ثواب الله اعلى وانبل، وان تكن الابدان للموت انشات فقتل امرئ بالسيف في الله افضل وان تكن الاموال للترك جمعها فما بال متروك به المرء يبخل وان كانت الافعال يوما لاهلها كمالا فحسن الخلق ابهى واكمل وقد كنت زاهدا في الدنيا واهلها فبقيت ابد الدهر تذكر .
لقد تجذر حب الحسين بقلوبنا ولابعد تجاويف القلب ولم يكن وليدة سنة او اكثر بل منذ الازل فمنذ ان خلقت علمتني امي وعلمني ابي بان حب الحسين حب حزين يخالطه الاعجاب والاكبار والشجن، ويثير في النفس اعنف الم ،وحنينا خارقا للعدل والحرية والفداء والتضحية.
كنت بعمر صغير وارى ذلك الاب الحنون تغتسل الدموع وجهه حين يسمع قصائد القارئ حمزة الصغير وياسين الرميثي وعبد الزهرة الكعبي وملا وطن.
وكانت حينها ممنوعة هذه القصائد ونعيش بالم الفاجعة وقلق المسؤولين العسكر،.
وكل هذا ولا افهم الحال كله الى ان كبرت وادركت لماذا كان ابي يبكي حين يسمع قصائد القراء وهم يوثقون واقعة الطف وتضحيات الحسين عليه السلام، وفهمت ايضا بان الحسين رجل حق ومبدا وهو ثورة في الروح لم ترض بسيادة الغي والجهل والغباء.
وقد ثار على الظلم والطغيان ﻻصلاح الامة وايقاظ فيها روح التضحية والفداء واعادة الثقة بنفسها، وقد اثبت الحسين بتضحيته وحتى بفلذة كبده اما الموت بشرف من اجل الحق او البقاء بمهانة فقد اختار الشهادةفي سبيل المبدا.
فكيف لايكون عشقك ازليا مدى الدهور، فما احوجنا اليوم اليك اكثر واكثر من اي وقت مضى لتنقذنا من هذه الماسي والويلات وغياب الحق وازهاق العداله ولندخل من خلالك رحاب العزة والكرامة.
وهذه الحشود المليونية التي اتت من كل حدب وصوب اتت زحفا ﻻتهاب الموت متحدية كل الصعاب في مشهد مهيب تعتليهم العزيمة والهمة للوصول الى مرقدك الشريف لتعلن القلوب كلها عن اسرها بمحبتك.
وعلمني ان عشق الحسين انكشاف على شفرة المبضع فعريت روحي امام السيوف التي التهمتك ولم تشبع وامنت بالعشق نبع الجنون فقد برئ العشق ممن يعي فسلام عليك يابا عبدلله يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حيا. ويستمر فينا وفي جورحنا ولن ينتهي.