عجبا لما الت اليه الامور في العراق، وعجبا حينما تكون ارض العراق مستباحة امام الجرذان، والى اي مدى وطريق ذاهبون بنا ايها النائمون، كنا نسمع بان العراق قوي ابي يهابه الجميع، ويحسب له مليون حساب، واصبح يؤرق القوي والضعيف، وتنهار امامه كل المخططات وعندما يذهب احدنا الى اي بلد يثير فيهم جل الاحترام والتقدير، ويتساعون لتقديم العون والتسهيلات لكل عراقي، لما نحن فيه من رفعة واحترام وقوة، وكان العراق ملجا للكثيرين في مناطق شتى منه فيعيشون بامن واستقرار ويتصرفون فيه بكل حرية وامان وكانهم اهل البلد ونحن خطار فيه، الان ان التغيرات التي طرات على الحال تفوق العقل والتصور، فقد اصبح العراق منتهكا حتى من اهله.
بالامس كانت امريكا وقد صالت وجالت في العراق وادعت وحرضت وسخرت لتدمر العراق وليكون لقمة سائغة بفمها لتشبع تلك النفس المريضة ولتكون مصالحها فوق الجميع ولقد لعبت بكل ورقة متحججة بحجج واهية ترضيها وترضي اعوانها من الانذال الذين التقت مصالحهم معها في نقطة واحدة، فالتاريخ يشهد بكل خططها التامرية وادواتها التي كانت ومازالت خانعة لها في سبيل طموحاتها التي تفوق كل الحسابات.
وعندما اصبح التغير قاب قوسين او ادنى وقد سقطت ورقة التوت من عينها وقلبها وفمها وانهت وجودها على الارض، لتتفرد في العراق وتؤسس لمرحلة جديدة تخدمها اولا وتضغط على العراق ثانيا لتلعب دور القيم عليه وتحجره في محجر ضيق ﻻيستطيع ان يتنفس الا بامر منها وحصل ماكانت تخطط له واصبح العراق ولاية تابعة لامريكا وعلى طبق من ذهب .وقد اتت برجالات السياسة لتلعب بهم بيدق حصان، وليكونوا رهن الاشارة بما تريد. مايحزنني على امريكا انها تبذل الجهد الكبير وتلهي عقلها ونفسها لتقطع المسافات البعيدة والطويلة لتاتي الى العراق لتنقذه ولتحقق الحرية والديمقراطية فيه.
وليكون والحمدلله البلد الاول في الشرق الاوسط من ناحية الامن والامان والاستقرار!
هكذا وعدتنا امريكا، ووعدتنا ايضا بان يكون نظام الحكم اسلامي تحت اسم (الدولة الاسلامية) وقد وفت بوعدها واختارت الموصل وصلاح الدين والانبار مبعثا لهذه الولادة الجديدة والتي باركتها السعودية وقطر لتغطية نفقاتها وتبارك لها الولادة.
والمهلهلين في العراق اصابتهم الفرحة الكبرى والارتياح الذي ليس له مثيل. وﻻ ننسى دور مسعود البرزاني الذي كان القريب من قلب امريكا والذي عمل على توفير الملاذ الامن للمطلوبين للعدالله والتنسيق مع دول الخليج على حساب العراق والسماح للدواعش بعد سقوط الموصل وخلال مرحلة الخطر الشديد على بغداد بالتحرك الاعلامي والتحريض المفتوح في كردستان تحت واجهة مايسمى بثوار العشائر ومايسمى ايضا بالجيش الاسلامي، وتهديد العراق.
وقد اتبع مسعود سياسة نفطية مصلحية مخلة بمصلحة العراق، والاستحواذ على الثروات بدون وجه حق، وقد رفع شعار حدود الدم على المناطق التي تستعيدها البشمركة وتحويل المناطق من احتلال داعش الى احتلال الاكراد.
واليوم خلفاء اتاتورك ضربوا قوانين الجوار عرض الحائط، ووصلوا الى شمال العراق لتبذل الجهود المشكورين عليها لتديب قوات الاقليم حسب ادعائهم، متحملين عناء الترحال والجبال ليفوا بما يملي عليهم ضميرهم لكي يدربوا البشمركة على حرب الشوارع في المناطق السكنية، وكيفية التعامل مع المتفجرات اليدوية، واستخدام الاسلحة الثقيلة والاسعافات الاولية.
وبذلك اصبح العراق الام الحنون التي تحتضن الجميع ونبقى نحن في خانة المنبوذين عاطفيا.