لم تكن كوبا طرفاً في الإرهاب بكل تعريفاته المختلف عليها، كل الذي فعلته كوبا هو الانتقال من دولة مقامرة ودعارة إلى دولة يحظى مواطنها بكرامته الوطنية وحسه الإنساني، اتفقنا مع تفاصيل النظام هناك أم اختلفنا، فهي دولة كسائر الدول ولأنها الأقرب إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتصرخ ب لا في وجه القوة الأكبر في العالم، حصدت من يوم اطاحتها بنظام باتيستا وحتى يومنا هذا نتائج حصار باهظ التكاليف.
فهي ممنوعة من التحديث ووسائط النقل فيها شاهدة على ذلك، وقد سبق لي أن زرت كوبا وراقني صمودها الأسطوري بوجه حصار مركب، لا تأبه بجبروت الجار القوي والغني والذي يُلقي بملايين الأطنان من الحنطة في البحر أمام بطون الكوبيين الجائعة.
وجدت أطفال كوبا من أسعد أطفال العالم حيث المدارس والملابس والغذاء والتعليم وكله مجاناً، ووجدت جامعاتها لا تهدأ فهي الأعلى في نسبة الأطباء في العالم، ومن الطريف أنك لا تحتاج الذهاب إلى عيادة الطبيب فمقاهي هافانا مليئة بالأطباء الزبائن فهم بلا عمل كنتيجة لهذا الحصار.
رحل سيد لا فيديل كاسترو وكانت الولايات المتحدة برئاسة اوباما قد حاولت فك جزء من الحصار الذي أصبح عاراً على الولايات المتحدة التي تدعي ريادة حقوق الإنسان وتحاصر الإنسان الكوبي حد الاختناق.
ترامب الذي فرض الجزية على الدول الحقيرة التي لا تجيد إلا "نعم" التفت هذه المرة إلى الجارة الفقيرة والعنود كوبا، وكوبا التي مرت عليها الكثير من الرئاسات الأمريكية التي أرادت أن تنزع عن لحية كاسترو شعرة واحدة فلم تستطع، وأرادت أن تخترق نظامها فلم تستطع وحين تفكك الاتحاد السوفيتي ظن من ظن بأن كوبا سترضخ وحصل العكس فقد ازدادت شموخاً وهي تردد لا لأمريكا.
حالة التشوش صارت صفة للإدارة الأمريكية بقيادة ترامب فمن منع دخول مواطني دول إسلامية إلى الانسحاب من اتفاقية باريس للتغيير المناخي، إلى إلغاء تعهدات الإدارة الأمريكية السابقة مع كوبا وهذه وغيرها صارت مصدر قلق لكل العالم فلم تعهد دول العالم مثل هذا السلوك الرئاسي ولا هذه القرارات الصادمة والمثيرة للقلق فكل معاهدات أمريكا السابقة عرضة للألغاء وعلى العالم أن يقول نعم فطوبى لمن يقول لا ليلحق بالجميلة هافانا .