في السعودية ملخص ما قاله ترامب للحضور "ما أتيت إلى هنا لأحدثكم عن الديمقراطية، هذه شعوبكم وتصرفوا معها كما تريدون" وهذا يعني أن الإدارة الأمريكية لم تعد معنية كما كانت تدعي بالديمقراطية وحقوق الإنسان وقد رفع ترامب عن كاهلها هذا الإدعاء الباطل، وهكذا أصبحت الصورة واضحة للمطالب الأمريكية وتتمثل بدفع دول الخليج للجزية مضاعفة والاستمرار بقناع مكافحة الإرهاب وطرد الجهاديين كما وصفهم ترامب، وقد سبق آل سعود الجميع فدفعوا الجزية بأرقام غير مسبوقة.
وكان توقعنا في عمود سابق أن تمت تسوية ولاية العهد لصالح محمد بن سلمان الذي كان مرفوضاً من قبل الإدارة الأمريكية قبل دفع الجزية، والجزية أصبح أمر جبايتها سرياً بعد الذهول الذي أصاب العالم من هول المليارات السعودية.
الملف العراقي وكما يتوقع المراقبون سيتم فتحه بعد تحرير الموصل وقبل الولوج إلى تفاصيله لا بد لنا من العودة إلى خطاب ترامب الانتخابي، فترامب كما يتضح يومياً يمضي وبشكل حاسم إلى تنفيذ وعوده فقد انسحب من اتفاقية باريس وأخذ الجزية من الخليج وحاصر كوبا من جديد وخاطب أوربا بما يريده منها علانية ومن غير مواربة، ويبقى المراقبون ينتظرون خطوته القادمة في العراق والتي سيبدأ وضوحها بعد تحرير الموصل وهذا يتطلب تذكر ما قاله ترامب عن العراق ومنه" علينا أن نأخذ النفط العراقي" وهذا يعني عودة الجيش الأمريكي بطرق مختلفة وتفعيل القواعد الأمريكية فيه، ويقول ترامب" لا وجود للعراق ، سياسيون فاسدون في مجتمع فاسد، كل أموال السياسيين العراقيين في أمريكا هي ملك الأمريكيين، وسنعطي حصة من واردات النفط للحلفاء الذين تعاونوا معنا".!
على ما تقدم ستحتل قضية السيطرة على النفط وغيره من الثروات الطبيعية المهمة الأولى في الملف العراقي، ولأنه من غير المتوقع أن تشتد وتيرة التظاهرات وأن تتسع دائرة المعارضة المدنية بحيث تتمكن من كتابة خطاب يواجه قسوة ترامب وتذكيره بأن الفساد جاءت به عملية سياسية صاغها وأشرف عليها حزبه الجمهوري ومندوبه السامي برايمر، وأنهم شرعنوا السرقات حين حلوا الجيش والشرطة، وهم من جاء باللصوص أفندية وعمائم ليتحكموا بشعب أعزل ومُعتقل لأكثر من أربعين عام .
وهذا يتطلب من القوى المدنية والديمقراطية التوحد باتجاه الانسحاب من العملية السياسية والدعوة إلى مرحلة انتقالية بأشراف دولي قبل أن تبيع العمائم النفط لأمريكا والشعب لإيران والسعودية، مقابل البقاء في السلطة ..