التصريح الذي أدلى به قائد الجيش الإندونيسي قبل فترة، أذهلني حيث قال "لداعش خلايا نائمة ومنتشرة في كل الأرخبيل الإندونيسي".
سبب ذهولي هو معرفتي بالإسلام الإندونيسي هذه المعرفة التي جسدتُ تفاصيلها في سناريو فيلم تاريخ الإسلام في أندونيسيا، وخلاصتها أن هذا الإسلام يمتلك مرونة عالية وهو بعيد عن الصراعات المذهبية رغم اتباعهم لمدرسة الشافعي، وتغلب عليه صفة التسامح وهو أقرب إلى سلوك التصوف، فلا تكفير ولا تغيير باليد، وكل ثواب أو عقاب أمره عند الله، ولمن لا يعرف تفاصيل دخول الإسلام إلى إندونيسيا يمكننا القول بأن دخوله لم يكن بالسيف والفتح، بل بالحوار وجمعيات التكافل الاجتماعي التي أسسها الدعاة الأوائل الذين جاءوا من الهند والصين واليمن، ولم يؤثر الإسلام في الثقافة الإندونيسية فقط أضاف إليها التوحيد.
وهنا يكمن سر ذهولي فمجتمع في غاية البساطة والتسامح من الصعب أن يجد التطرف فيه تلك المساحات التي تعود الحصول عليها في المجتمعات العربية، ومع زيارتي الراهنة لإندونيسيا قررت التحقق من خلفيات التصريح الذي أدلى به قائد الجيش الإندونيسي وهذا الموقع غير السياسي لا يسمح بالأكاذيب، فرحت أراقب وأسأل لا سيما لي خبرة في مجال التدريس في الجامعات ولدي معلومات عن مستوى الحضور الوهابي في الجامعات خصوصاً تلك التي ساهمت السعودية ببنائها، فعثرت فيما عثرت على غلبة دشاديش الركب واللحى في بعض المساجد وهذه واحدة من أبرز العلامات عداك عن تفاصيل خطبة الجمعة حيث الإيقاع الوهابي ورنين القسوة يفضحان القناع الذي قد يتستر به الخطيب.
دقت أجراسي مع إعلان الانتصار على داعش في الموصل وحيث بدأ المراقبون يؤشرون الخارطة التي سينسحب داعش على تضاريسها إلى أماكن جديدة فوثب في مخيلتي تصريح قائد الجيش الأندونيسي، فرحت أسأل بعض المصلين الشباب عن ما الذي يقوله هؤلاء الشيوخ فيأتي الجواب الذي نظنه سخفاً وهو ليس كذلك يقول الشيوخ- أن هذا العالم يحمه الشيطان وعلينا أن نبذل حياتنا للتخلص منه فنحن مقاعدنا محجوزة في الجنة فأن استشهدنا ونحن ندمر هذا العالم الشيطاني ستعود لنا الحياة ونحن نعانق الرسول محمد- هذا الكلام الذي نتصوره سخفاً هو الذي يجعل هؤلاء الشباب يستعجلون الموت ففي تفاصيله النفسية الكثير التي يعمل عليها شيوخ الوهابية..
وللموضوع صلة