لا يختلف اثنان على أن الحزب الشيوعي العراقي هو الوحيد الذي لم تمس أبعد أطرافه ظاهرة الفساد المستشري في البلاد والذي تشمل ممارسته كل أطراف العملية السياسية، ويعرف القاصي والداني بأن هذا الحزب مثله في واحدة من مراحل الحكم وزيران كانا خير مثال للنزاهة والرفعة في الأداء الوظيفي، ويعرف المراقبون بأن جمهور هذا الحزب يطالبه بموقف واضح من العملية السياسية تبعده عن المشي بخطوتين، واحدة مع والثانية بالضد مما يجعل شكله مهلهلاً وغير منسجم مع مضامينه الفكرية ولا يتمكن من استثمار حيوي لتجاربه السابقة، وحتماً والحال هذه ستقود حركته الأحداث وسيتعامل كالمأخوذ مع النوازل.
العلاقة مع التيار الصدري تحيطها الريبة فهذا التيار استحوذ على القسم الأكبر من الخارطة الشعبية للحزب، كما أنه يدخل مساحة التظاهرات ليبرهن على أن التيار الشيعي هو المعارضة وهو الحكم أيضاً (هذه تجربة ايرانية بامتياز) وان القوى المدنية والديمقراطية شبيهة الورق تتكفل بإزاحتها رياح التيار حين تهب، وساحة التحرير شاهدة على ذلك، ورغم ذلك لا يجيب الحزب على أسئلة أنصاره حول طبيعة هذه العلاقة ولا ندري هل سيكون السيد مقتدى الصدر جيفارا "ربما" فقد سبقه صدام أيام الجبهة الوطنية فتم وصفه بكاسترو ولا ندري ان كان ذلك الوصف بسبب السيكار الكوبي.
بالمناسبة صدام ايضاً استحوذ على القسم الأكبر من الخارطة الشعبية للحزب (النقابات والمنظمات المهنية)!.
حين وصل الأستاذ رائد فهمي إلى قيادة الحزب استبشرنا خيراً فالرجل يعرف بكل التفاصيل وسيبدأ بأجوبة عملية للأسئلة الشاغلة، وكم كان رائعاً حين تصدى وبالحقائق للمادة 140 وفضح القوى المعرقلة لتنفيذها وكم كان جميلاً أن تكون له صفحة على الفيس بوك لمتابعة الأحداث والتعليق عليها، وإلى هنا وتوقفت العجلة من الدوران وما من جواب على الأسئلة الشاغلة وبدلاً من ذلك ومع الاهتزاز الذي أصاب التحالف الشيعي وكنا ننتظر رؤية الحزب للتداعيات في الساحة الشيعية بعد زلزال ترامب والكيفية التي سيتعامل بها الحزب مع هذه التداعيات، والتي كان أولها خروج عمار الحكيم من المجلس وتأسيس تيار الحكمة، وبدلاً من تحذير الحزب للشعب من استنساخ الأقنعة طلع علينا المكتب السياسي برسالة تهنئة لعمار الحكيم سليل الحكمة الشهيرة (الشيوعية كفر وإلحاد) أقرأ التهنئة وأردد –أسدن باب تفتح علي بابين-