العالم كله كان مشغولاً بالتصعيد الكلامي بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية، أقول العالم وأستثني "كوام" التي هددت كوريا الشمالية بقصفها فسكان هذه المدينة التي تتواجد عليها واحدة من أكبر القواعد الأمريكية تعامل سكانها بطرافة مع التهديد، فقال بعضهم أنه يخشى الأعاصير التي تضرب الجزيرة أكثر من الصواريخ الكورية والأمريكية، وعلق بعضهم قائلاً.. هذا التصعيد سيزيد من حركة السياحة فربما يحب الناس مشاهدة العرض الصاروخي.
هذا على صعيد "كوام" أما العالم فاختلفت قراءاته للتصعيد فبعض المراقبين وقع في خطأ حصر الحرب الكلامية ونتائجها بين كوريا وأمريكا مستندين إلى تصويت الصين وروسيا لصالح قرار الأمم المتحدة بتشديد العقوبات على كوريا والحقيقة تقول غير ذلك فلا يمكن للصين وروسيا أن يسمحا بخسارة كوريا حتى للحرب الكلامية ومسألة العقوبات أصبحت "دقة قديمة" والالتفاف عليها صار أسهل من التصويت عليها وحين أدرك الأمريكيون ذلك تخبطت أركان إدارتهم للحرب الكلامية فكوريا ليس حكومة عربية وكل تصعيد أمريكي يقابله ما يعادله مرتين كورياً، الأمر الذي جعل رئيس هيئة المخابرات الأمريكية يدخل الحرب الكلامية بمفهوم لغوي جديد وصفه ب(الصبر الاستراتيجي) وهي مفردة جديدة تدخل التداول السياسي للأزمة بين الدولتين أو بين أمريكا والثلاثي الصيني الروسي والكوري.
على صعيدنا الأسترالي استيقظ الأستراليون على اهتزاز المركب الحكومي بعاصفتين الأولى حين وضع رئيس الوزراء الأمن القومي في الأزمة الراهنة بيد الولايات المتحدة الأمريكية وهو الأمر الذي أحدث صدمة لدى الغالبية الأسترالية التي تريد موقفاً يناسب الموقع الأسترالي جغرافياً واقتصادياً وهو الأمر الذي شخصه رئيس الوزراء السابق كفن راد في نقده لتصريحات رئيس الوزراء.
والعاصفة الثانية حين تم الكشف عن جنسية ثانية لنائب رئيس الوزراء وهو الأمر المحرم دستورياً وفق المادة 44 من الدستور الأسترالي التي لا تجيز عضوية البرلمان الفدرالي لحملة الجنسيتين، تم رفع هذه القضية للمحكمة العليا والتي حتماً سينظر قضاتها في مسألة هل كان النائب يعلم بأمر الجنسية وهل تقدم بطلب لنيلها؟
وفي العراق عاد الحشد الشعبي إلى الواجهة ففي مؤتمر صحفي أعلن الحشد قرب تنفيذ العملية العسكرية لتحرير تلعفر وأكد الناطق باسمه بأن العبادي القائد العام للقوات المسلحة سيعلن ساعة الصفر، وفي ذلك رسالة واضحة لمقتدى الصدر..