الأمريكيون يفتشون البيوت الدبلوماسية للروس في أمريكا، وكوريا الشمالية ماضية في تجاربها النووية، اليابان وكوريا الجنوبية تستنفران الأمن القومي، ،الغرابة تتضاعف حول قافلة داعش التي أنتجتها صفقة حزب الله، التحالف الأمريكي يقصفها وحزب الله يتهم أمريكا بتشجيع الإرهابيين ويدافع عن الصفقة مع داعش، كردستان العراق تستقبل قوات داعش الهاربة من تلعفر وربما بصفقة أيضاً سيشملها الضجيج لاحقاً..
العراق بقسمه الشيعي ينقسم حول صفقة حزب الله، رئيس الوزراء العبادي يدينها ويعتبرها إساءة بالغة لتضحيات العراقيين، ونائب رئيس الجمهورية نوري المالكي يدافع عن الصفقة ويتهم من يدينها بالغباء.. والفصائل الشيعية لا يمكن أن تفرط ولو شفاهة بوحدتها الإيرانية مع حزب الله وزعيمه حسن نصر الله، ولو عالجنا هذا الانقسام رياضياً لوجدنا أن رئيس الوزراء العبادي يسبح مع التيار الأمريكي دون أن يعلم بتفاصيل الصفقة والمهم لديه شكلانيتها القائلة برمي اللبنانيين شياطين داعش على الحدود العراقية وباعتقاده هذا يكفي لتبرير موقفه منها ورحم الله من عرف قدره ووقف عنده..
المالكي وكما يبدو من حدته في الوقوف مع الصفقة والتصدي لكل من يدينها يبدو من حماسه هذا أن لديه تفاصيل دقيقة حول الصفقة خصوصاً والرجل أصبح خبيراً بالصفقات قبل وبعد تسليم الموصل لتنظيم الدولة الإسلامية ثم أن الجمهورية الإسلامية "ايران" وهو الآن كليمها لديها كلمة السر من روسيا إن لم تكن من الأسد، والغريب هنا أن العبادي والمالكي من حزب الدعوة ومن ائتلاف القانون فأي خراب هذا الذي يظهرهما عاريين ؟
الضجيج الروسي حول تفتيش المخابرات الأمريكية لبيوت روسيا الدبلوماسية تمت مضاعفته مع التصعيد الاعلامي حول صفقة حزب الله والقنبلة الكورية، رغم إجماع المراقبين بأن هذه الصفقة لم تكن لتكون إذا لم تكن بموافقة الروس ودرايتهم التي تريد حيازة المزيد من نقاط التحكم في الذي يجري في سوريا والعراق والمنطقة..
العراقيون كأنهم تأقلموا مع حلقات الخراب التي تعصف بمستقبلهم، أقول تأقلموا مع ما يفعله اللصوص، لأن الخراب يكاد يوقظ الموتى، والعراق صار أشهر بقعة جغرافية في التاريخ تتحكم فيها الصفقات ويتم بيع المستقبل يومياً في المزاد الإقليمي والدولي وكل هذا الضجيج لا يدفعهم للصراخ.. كفى