في البدء لا بد لي من التذكير بجملة من المواقف، وأولها موقفي الثابت من حق الشعب الكوردي في إقامة دولته على كل الجغرافيا التي يتوزع عليها هذا الشعب ويمتلك فيها الأحقية التاريخية والتي تستند إلى القوانين التي تفصل بين الإقامة الدائمة أو الاحتلال وبين الملكية التاريخية، وثانيهما يتعلق بمرض عضال مصابة به القيادة الكوردية ويتمثل بركوب العربات دون حساب النتائج وهو الأمر الذي ألحق بالشعب الكوردي الطيب المزيد من المآسي وليس أقلها استمراره بالتنفس تحت نير الاضطهاد القومي وتركيا انموذجاً، وثالثهما هو المتعلق بكردستان الجنوبية الموجودة دولياً داخل الحدود العراقية وتتمتع وهي الأولى في ذلك بحقوق لا يمكن مقارنتها ببقية أجزاء كردستان رغم أن الكورد في العراق لم يخضعوا بعد لحسابات التاريخ الجغرافي للعراق ولا لإحصاء سكاني دقيق.
ورغم ذلك فهم الأقل وجوداً لو قارنتهم ب كورد تركيا وايران رغم النزوح الهائل والمستمر لأكراد الدولتين نحو الجبال والوديان والقصبات العراقية، ورغم نزوح السكان الأصليين (الآشوريين) من أربيئلو مذ دخل الكورد إلى الدين الإسلامي وانتموا إلى الفاتحين فزحفوا على مدن الآشوريين واستوطنوها بسلاح الدين الجديد.
ركب القائد الكوردي ملا مصطفى البارزاني عربة تم تركيب عجلاتها إسرائيلياً وتهيئتها أمريكياً وبأرضية ايرانية وبدعم من السيد محسن الحكيم وكان هدف العربة تدمير الجيش العراقي. وكان الحكيم كطرف في العربة قد أصدر فتواه الشهيرة بتحريم قتل الكورد وهي دعوة لغالبية الجند الشيعة بترك الجيش، وعززت اسرائيل ملا مصطفى عسكرياً بالمعدات الكفيلة بتحقيق الهدف وكذلك بقيادة المعركة تخطيطاً في الميدان.
نجحت العربة في الستينات وانقلبت على راكبها الملا في السبعينات حيث تغيرت سياسة الشاه ووقع اتفاق الجزائر مع صدام حسين وكان مصير الملا ذلك البؤس في المنفى الأمريكي والذي لا يحسده عليه أحد.
في العام 1996 ركب مسعود البارزاني عربة النظام العراقي مستقبلاً جيشه من أجل دحر خصمه مام جلال وقوات الاتحاد الوطني التي كنست مسعود وقواته من أربيل، وقام كاكا مسعود وكرد لجميل سيده الدكتاتور بتسليم المعارضة العراقية المتواجدة في أربيل وهذا الموضوع لم يتم فتحه قانونياً لأن النظام الحالي تكفل بحماية كاكا مسعود من الملفات القانونية.
اليوم يركب كاكا مسعود عربة الاستفتاء دون أن يتأمل هول الظلام الذي يحيط عربة الانفصال..
يتبع