في موطن القلب بكيت،
صليت،
دعوت من أجلك يا عراق
وحين هبط الحرس الإلهي يحيطه متخصصون..
قال نأسف فعراقك لن يتوقف
تناسل الغباء فيه مشاكل كالجرب
على جسد الورق يُمكن حلها
الكارثة أن جذور عراقك ماضية إلى الإنقراض.
وأقصد ب نحن "العراقيين" وليس العرب، فلم يخطر في بال الفرس ولا الروم بحضارتيهما المتصارعتين على تقاسم النفوذ في العالم القديم، لم يخطر ببال إدارتيهما بأن قوماً يسكنون الصحراء كالعرب ولا هموم حضارية تشغلهم غير الرمال والواحات النادرة، فكيف للروم والفرس أن يتوقعا ظهور نبي يطرد عن هؤلاء الضعة ويبث في أرواحهم الرفعة وفي عقولهم السؤال، وكان موقف العرب أقرب إلى الروم فهم يحكمون الشام مركز التجارة التي يقصدها العرب، وجاء الإسلام لينحاز بشكل واضح وصريح للروم وهذا ما تبثه "سورة الروم في القرآن الكريم".. غُلبت الروم في أدنى الأرض وهم بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الأمرُ من قبلُ ومن بعدُ ويومئذ يفرح المؤمنون.. وقد فسر المفسرون هذا الانحياز وبكاء الصحابة لخسارة الروم على أنه يعود لأيمان الروم بالله وبكتب الله التوراة والأنجيل بمقابل وثنية الفرس وهذا التفسير يبتعد ولو بالقليل عن طبيعة الرؤيا السياسية للرسول العربي لطبيعة الصراع بين الروم والفرس والكيفية التي يتوجب إتباعها لتسجيل حضور بين عملاقين حضاريين فصار الرسول العربي جراء ذلك الموقف محط أسئلة عند الروم والفرس، وحين قوي الهيكل العسكري للإسلام بدئوا يخططون لضرب العملاقين ولا أريد أن أذكر تفاصيل مؤتة، فكانت شام الروم وعراق الفرس تتقدم توجهاتهم وكان العراق هو الممر لمواجهة الفرس فكانت قادسية عمر بن الخطاب ونتيجتها القاسية على الفرس حيث سقط سلطانهم وحفروا بئراً لا يطاله المسلمون لوجدانهم المهزوم.
لم يعرف المسلمون الدولة ومسالك نشوئها فأعطاهم الفرس ذلك وعلموهم آلية نظام الحكم وبمقابل ذلك أخذوا ما يحتاجونه من الفكر الإسلامي لسد فراغ في رؤاهم إلى الواقعية الجديدة، وهم بذلك حذوا حذو الروم حين اعتنقوا المسيحية في عهد الأمبراطور كستنتينوس الذي وحد الأقاليم المتفرقة تحت سلطة روما بالمسيحية، إستوطن الجند العرب العراق وتزوج من لم يكن متزوجاً وقام الخليفة عمر بأرسال عوائل الجند من الصحراء العربية إلى العراق.. واليوم وبعد التحديث الذي طرأ على الفكر الفارسي سيكون العراق ممراً وهذه المرة للفرس باتجاه العرب، فالعراقي المهزوز الهوية غالبيته تتبع التحديث الفارسي للإسلام والذي يتخذ من الأثني عشرية مذهباً، ولم نقل الشيعية فعلمياً غالبية المسلمين شيعة فقد ناصروا علي بن أبي طالب بالضد من معاوية بن أبي سفيان.