لا أدري كيف خطرت ببالي عمتي "ركينه" وأنا أسمع يومياً أخبار التحرش الجنسي التي أطاحت ببعض نجوم هوليود ووزراء وأعضاء برلمانيين وقضاة ورجال دين بمختلف الأصناف إسلامية ومسيحية ويهودية، الذي قادني ربما طرافة عمتي وجرأتها فهي تجالس الرجال ويحتكمون إليها في بعض الأمور لأنها تتكلم بصدق وعفوية رغم تسلحها بذكاء فلاحي لا ريب فيه.
فذات يوم كان والدي مريضاً وطريح الفراش وكان رجال العشائر يملئون الديوان وبينهم كبير عشيرتنا رحيم الحاج مزعل وفي مثل هكذا مجلس تكثر الطرائف وتُفتح نوافذ التذكر وأبواب الضحك تنفيساً للمريض وتكريساً لتقاليد رافقتهم من ذلك الجنوب البعيد.
كانت عمتي ركينة جالسة في طرف الديوان وكان موضوع الحوار هو من الأكثر فساداً وتحرشاً جنسياً، بين والدي "حوشي" وكبير العشيرة "رحيم" فاختلطت التقييمات وضاع الصواب، فقرر المجتمعون الاحتكام إلى عمتي "ركينه" وذلك لصراحة عهدوها فيها فقالت.. مبتدأة بكبير العشيرة رحيم وعددت سطواته الليلية على النساء من أيام الشاكرية في كرادة مريم إلى الثورة، كثرة الأسماء والفضائح جعلت والدي يستيقظ من الضحك والاحساس بالنصر المتقدم طرد منه المرض والنصر واضح للجميع على غريمه رحيم وقالت عمتي هذا عن رحيم فطالبها الجالسون وماذا عن حوشي؟
فقالت بعفويتها الصادمة- بس آنه ما تحرش بيه-. ومن طرائف عمتي ركينة ايضاً، أن زوجها محسن ما يزال قوياً ويحتاج إلى النوم معها فترفض بحجة كبر سنهاـ إلحاحه جعلها تفكر بحل غريب لم تلجأ له امرأة من قبل فقد قررت أن تزوجه من واحدة من العازبات وراحت تبحث حتى عثرت على واحدة شبيهة بأبطال المصارعة الحرة، المهم جمعت عمتي ما في صرتها من نقود وأعطتها لوفد الرجال المكلفين بالخطبة، قرئوا الفاتحة وتم الاتفاق السريع على الزفاف، عمتي في حراك دائم تهيء القماش والعطور والسرير والكومدي والبوفية تساعدها جارتها "حسينه أم البطوط" والتي تراقب عمتي كما يراقب المشرفون في الشماعية المجانين، كنا يافعين وفي يوم الزفاف كنا وسط النسوان نرقص ونردد" حطًت ريحه أم السودان تريد تخبل الشايب" وبدأ الرجال بإطلاق النار ابتهاجاً وهنا هاجت عمتي وتغيرت ملامحها وصعدت إلى السطح وهوست – يا جابر ثارن بضلوعي-