يكذب حيدر العبادي إذا قال بأن الانتخابات ستجري في موعدها المحدد، ونزولاً من برغي العبادي إلى أصغر برغي في العملية السياسية لا أحد يدري هل ستجري الانتخابات في موعدها أم لا؟
والسبب في ذلك هو أن هذه البراغي ليس لها حيلة فيتم نقلها من وقب إلى وقب مثل الفيش في البدالة القديمة ووفقاً للحاجة الدولية والتي تتقدمها أمريكا والتي تتعامل مع هذه البراغي الناطقة كما يتعامل مخرج المسلسل الشهير "توم وجيري" وأتحدى أي صحفي أو باحث (وأقصد العالمي وليس شله وعبر) في الشأن العراقي أن يخبرنا عن الانتخابات وهل ستجري في موعدها أم لا؟.
الدليل على المسخرة التي يسبح فيها الشعب العراقي هي هذه التحالفات التي لا يعرف قادتها هل ستجري الانتخابات في موعدها أم لا، وقمة المسخرة حين يؤكدون أن الانتخابات مُلزمة دستورياً ومن غير حدوثها سيكون هناك "الفراغ الدستوري" راقب ثقل وايقاع الكلمات، وكأننا نعيش حقاً حياة دستورية رغم كل هذا العهر الذي يمارسه المعمم والأفندي وبالضد من الدستور والأمية الدستورية هي أجمل ما يوصف به البرغي النائب أو البرغي الوزير وهم لا يعرفون الفرق بين اللائحة والقانون فكيف يعرفون الإلزام الدستوري، وكان لهذا الجهل نتائجه الايجابية فقد تحول دافع عربات التسوق إلى ملياردير ولديه عمارات، وكذلك اعضاء من دولة القانون وحبربشية من أقارب واصدقاء، أليست هذه من ايجابيات فهم الدستور وتطبيق القانون؟
أنا شخصياً حين تشكل ائتلاف دولة القانون شملني الغباء وصدقت بأن من شأن ذلك أن يعيننا على طفر الهوة الفاصلة بين أمية نعيش تفاصيلها وبين العلم والحداثة التي نحن بأمس الحاجة إليها فلا ديمقراطية من غير علم وحداثة وما من ديمقراطية من غير تنفيذ القانون، فهل نطلب من هذا الغباء المتجحفل تغيير العراق رغم علمنا بأن وظيفتهم لا تتجاوز التثبيت الموضعي لتضاريس الخراب .
نحن في دولة أشقياء محليين تتحكم بهم عصابات دولية هي التي جاءت بهم وثبتتهم كبراغ لماكنتها في دولة هوية مواطنها مهزوزة وعواطفه مثلها مثل بيت من غير أبواب، عبثت به الأحزاب وهذه مرحلة اللطم وحيث سيضطر اللطامون إلى خلع أحجاره من أجل ثواب يدفع عن سكان البيت بلاء مقتل الحسين، والذي يذبحه شيعته من الوريد إلى الوريد كل يوم. . ولا أحد يدري!!