العاصمة الفرنسية باريس تستحق هذا الوصف بإمتياز، وبرغم إنها تخون تاريخها وتستقطب مجاميع بشرية من شتى بقاع الأرض لكنها تحتويهم وتنتصر على عاداتهم وطقوسهم وتطرفهم وإدمانهم وتدينهم وتمنحهم لقب مدنيين.
ومن شذ فإنما يشذ على نفسه حين يتسول الشر فيقتل ويفجر المسارح والملاعب والمطاعم ويقتل الأبرياء في الشوارع، والغريب إن الذين تحتضنهم باريس ويأتون من بلاد عربية ومسلمة، وليس كلهم لايحتفظون لها بالجميل ويردون بالتكفير والتشهير والتحقير والتنفير فيصمونها بمدينة الشيطان والكفر، ويدعون الى التفجير والقتل ونشر التطرف بإعتبار أنها أرض نجسة مدنسة ولاتستحق منهم سوى أن تكون مسرحا للموت كما فعلوا ببلادهم ودمروها بجنونهم وتطرفهم وتدينهم المزيف.
يريدون لباريس أن تكون مظلمة بفعلهم الشيطاني، وللأسف فإن هناك من يوافقهم في تفكيرهم وسلوكهم من بعض الشبان في الضواحي الباريسية ومن يتصل بهم من بلجيكا المجاورة التي تحتفظ بأشخاص سيئين متوحشين متطرفين للغاية، ومنهم من تحول من الإدمان الى التدين وصار إمام جماعة في العاصمة الفرنسية التي يشير مسؤولون فيها الى إمكانية أن يتخذ قرار حاسم بإبعاد هولاء الذين يدعون الى العنف والتطرف، وإغلاق مساجدهم الموبوءة بالفكر المتشدد الذي لايعود بالفائدة على المسلمين، ويضر بسمعتهم ويحول أوربا الى ساحة منازعة بين الأقليات وينفر غير المسلمين كما هو الحاصل اليوم في دول أوربية عدة بدأ اليمين فيها يتفوق كثيرا بسبب النزعة العنصرية ونتيجة سوء سلوك بعض المنتمين للأقليات المسلمة.
المسلمون هم المتضرر الأول حيث يتعرضون للتعنيف وتواجههم تحديات مستقبلية غير جيدة من بينها العزلة والخوف والترقب وإمكانية الصدام مع المواطنين الأوربيين الذين تأخذهم الخشية من كل ماهو مسلم وعربي حتى.
ويرى خبراء إن ماتقوم به الجماعات المسلمة المتشددة في أوربا برغم إنها تعيش وتستقر في أجواء ملائمة يندرج في إطار خطط للصدام الكوني حيث تسعى القاعدة وداعش وغيرها من حركات دينية الى إحداث صدام بين المسلمين والمسيحيين في أوربا والعالم وإحداث فتنة كبيرى ينتشرون من خلالها ويحققون أهدافهم، وهي طريقة مشابهة لتلك التي إتبعوها في بلاد عربية كمصر عندما أشعلوا صداما بين المسلمين والأقباط، أو كما في سوريا حيث يتعرض المسيحيون والمسلمون من سنة ودروز وشيعة الى تقسيم طائفي مشين ينتازعون فيه على لاشئ سوى الدماء والخراب، أو كما فعلوا في العراق حين إستهدفوا الأقليات المسيحية وضربوا المسلمين ببعضهم من السنة والشيعة. على المسلمين أن يتنبهوا فمستقبلهم في خطر.