طالبني أحد المواطنين على الفيس بوك متوسلا بعدم نشر المذهب الذي أؤمن به، ولاأعرف كيف عرف هو المذهب الديني الذي أدين به.
معللا ذلك بأن فرنسا لاتستحق أن ننشر فيها هذا المذهب الديني الفاسد والضال، قلت له، أنا لست مؤمنا بالمذاهب، ولست مصرا على دين، فقط أصر على الإنسان والمواطنة الحقة، ولايعنيني دين الآخر، ولامذهبه، وتعنيني إنسانيته.
ونبهته الى إن فرنسا بلد يعد الإسلام فيه هو الثاني بعد المسيحية وأغلب المسلمين يدينون بمذهب ملغوم لجهة تبني داعش حماية أتباع هذا المذهب.
نصحته بأن يذهب الى مصحة نفسية، فقد كان يؤمن بمذهب مخالف للمذهب الذي يدعي إنني أؤمن به، وطلبت منه أن يراجع نفسه، فالمشكلة ليست في الدين، ولا المذهب ولكن في بعض التعاليم والإرشادات الدينية المتطرفة التي أؤمن بها البعض ويطبقونها على الأرض ويلاحقون الناس بها ويستهدفون عقول السذج والبسطاء من الناس ليضلوهم ويلقنونهم تلك التعاليم الضالة الفاسدة ويوجهونهم للقيام بأعمال إرهابية بشعة وشنيعة كتلك التي شهدتها باريس وإستهدفت مواطنين كثر في تجمعات عامة ومسارح ومؤسسات رياضية.
أنا أعرف إن كثرا من العرب لايفرقون بين البعير والتعبير، والحرية التي يزعمونها متصلة بنمط تفكير متخلف للغاية ويتعمدون إيذاء المخالفين لهم بالطرق المتاحة ويجندون الإرهابيين ليقتلوا الناس كما فعلوا بباريس.
باريس التي تم تفجير مواقع عدة فيها تعرضت الى نمط مختلف من العنف، ونعلم إن داعش أعلنت مسؤوليتها عن تلك التفجيرات، وداعش مرتبطة بمخابرات عربية وإقليمية وأمريكية، وبينما تبيع باريس السلاح لدول عربية يتصدر مواطنوها قائمة الإرهابيين في سوريا والعراق، فإن تلك الدول تحول السلاح الفرنسي الى المجاميع المسلحة في العراق وسوريا، وتقدم لها التسهيلات والأموال، بينما الطائرات الأمريكية تراقب مناطق سيطرة داعش، وتمنع القوات العراقية من التقدم المباشر لضرب المسلحين العنفيين في الأنبار وصلاح الدين، وتظهر مقاطع فديو نشرتها وسائل إعلام كيف تقوم طائرات أمريكية بحماية رتل عسكري للتنظيم.
نحن مكلفون بنشر مذاهب الحب والتسامح والمعرفة والتكافل ومساعدة الناس لاقتلهم، ولابد من مراجعة للفكر الإسلامي السائد، ففي الغالب يتبع العرب الذين ينتمون لإرث بدوي سحيق التعاليم الدينية المتشددة والتي تدعو الى القتل والتدمير والسبي والحرق، وأفكار المسلمين من هذا النوع السيئ يجب مراجعتها وتنقيحها وعدم تشويه صورة المنادين بالحرية وسيادة المواطن الإنسان، لا المواطن المعبأ بالأفكار الدينية المتطرفة التي تنفر الناس ولاتقربهم ولاتمنحهم الطمأنينة.