لست ساخرا او متهكما بشان الرحلات والسفرات المكوكية لرئيس واعضاء المفوضية غير المستقلة للانتخابات بل غاضبا ومستنكرا مثل ملايين العراقيين الذين شعروا بالصدمة والاستحمار لهذه الدرجة الخارقة للحدود في هدر المال العام واستغلال المنصب العام للاستمتاع والاستثمار الشخصي.
ان ما كشفته النائبة الشجاعة الدكتورة ماجدة التميمي من قوائم سفر واستجمام تؤشر بان رئيس واعضاء هذه المفوضية سافروا مئات المرات للبلدان العربية والاجنبية خاصة تركية واسبانية وامريكا الاتينية التي تحولت لمنتجع دائم لزمرة المحاصصة الفاقدة للكفاءة والنزاهة، ويحدث ذلك في الوقت الذي يتضور الملايين من الجوع ومعاناة التشرد في مخيمات الاجئين وتزدحم ثلاجات الموتى باكداس من جثث الشهداء الذين يضحون بحياتهم لكي يوفرون الفرصة لمجموعات فاقدة للحس الوطني وتستغل بابشع الصورة المنصب لجني المكاسب والقيام بمئات السفرات شرقا وغربا بحجج واهية صمتت عنها هيئة النزاهة التي تستاسد على الفقراء وتقف عاجزة امام عصابات الرئاسات الثلاثة واعضاء البرلمان والهيئات التي تسمي نفسها مستقلة والتي تتسبب باستنزاف موارد الدولة بل الاموال التي استدانها العبادي وكبل استقلال البلاد ب119 مليار دولار من اجل عيون الشريفي وامثاله في زمن تمتد فيه طوابير العاطلين عن العمل من الخريجين الذين رفضوا التحزب والمحاصصة ودفع الرشى للحصول على وظيفة.
يحدث ذلك ووزارة التعليم العالي تحدد للعمداء واساتذة الجامعة من العلماء السفر لاغراض علمية مرتين في العام الواحد وبشروط قاسية منها قبول البحث في مؤتمر دولي ولاتتحمل الوزارة او اية جهة رسمية اخرى فلسا واحدا يدفع من خزينة الدولة.. وترى شعيط ومعيط وجرار الخيط يتسكعون طيلة ايام السنة في منتجعات العالم وتجاوزت تصرفاتهم وفضائحهم ما كانت تنشره الصحف الغربية عن امراء ومشايخ الخليج البترو دولاري، ولم نكن نعلم بان ابناء المحاصصة حطموا كل الارقام القياسية ولاندري اين اصلاحات العبادي ومكاتب مفتشيه ودواين الرقابة المالية ولجان البرلمان الذين تاجروا حتى باجواء العراق بعد ان سرقوا كل مافي ارض الرافدين وباعوها لدول مجهرية.
كانت ذات يوم في ذيل خارطة العراق واصبحت اليوم تفرض شروطها وتمتد اطماعها لتلتهم المياه الاقليمية وتسرق ثغر العراق الذي كان باسما واصبح باكيا كيف لا وعندنا من الهيئات والوزراء والنواب من يتاجر بالوطن في سبيل الغنائم استغلالا للشعب المصاب بالغيبوبة والجهل والاستحمار باسم الوطن والدين والديمقراطية والقضية والمظلومية فهو مخدوع على مدار الازمنة وتحت ظل مختلف الانظمة..!