اعتقدت في بدء الامر انها كذبة نيسان، حاول العبادي ان يلطف الاجواء للتخفيف عن اعباء اهالي البصرة من سوء تصرفات الاحزاب والمليشيات والعشائر المنفلتة التي تخوض حروبا بمختلف صنوف الاسلحة ضحيتها الناس والبنية التحتية واعلن البصرة عاصمة اقتصادية للعراق..!
وتسال البعض بمسؤولية هل السيد رئيس الوزراء جاد في تصريحاته وبكامل وعيه ام انه يمزح ويتبارى مع مطلقي الاكاذيب من كبار القادة والنواب ومروجي الفبركات من الاعلاميين الماجورين والساسة المأبونيين..؟
وجاء الرد ان الرجل جاد وهو صادق باطلاق الدعوات كعادته (دعوجي) يدعو ولا يقرر.
وتكرر سؤال اخر هل ان الرجل يعلم بما يجري في البصرة من اختلاسات لاموال الكمارك في الموانىء والحدود البرية والجوية والبحرية، والنهب المنظم للنفط ولبقية الثروات وتهريب الاثار وانتشار الدعارة والمخدرات والانتحار والجريمة المنظمة واخطرها حرب العشائر في اطراف بل في قلب البصرة التي كانت تاج المدن العربية وعلامة للتمدن قبل ان تغزوها عشائر منفلتة وتستحوذ على اهم المناصب والمصالح المهمة ولضمان هيمنتها وغزوها للمدينة قامت بتغذية المليشيات والمافيات لتقوية نفوذها وتكرار ماتفعله مليشيات بارزاني في كركوك ومحاولات تهجير وابتزاز السكان الاصليين من اهلي البصرة الطيبين.
لقد فعلها احد الولاة العثمانيين ونزع اسلحة العشائر وامر بصهرها وتحويلها لمحاريث ومناجل تستخدم في الزراعة بدلا من الحروب الاهلية التي تندلع لاتفه واسخف الاسباب لكن ضعف الدولة وولاء اجهزة الامن للشيوخ الدمج هدد الامن والاستقرار وينذر بكارثة وتهديد خطير للاسر المسالمة المتمدنة وتدمير للبنية التحتية وطرد لكل الاستثمارات والتنمية باشكالها المختلفة ويحدث يوميا ابتزاز الشركات العاملة بالمنظقة باسناد من القوات الامنية الفاسد والمليشيات.. المسلحة.. انها عودة للقرون الوسطى.
هل يعلم معالي رئيس الوزراء بهذه المهزلة وهل يمتلك القدرة لنزع السلاح وتطبيق القانون على المنفلتين المتسترين بالدين والاحزاب ومعاقبة شيوخ الدمج وقادة الاجهزة الامنية من فاقدي الولاء..؟
وهل نحتاج لصولة فرسان حقيقية لتدمير الاوكار المسلحة وردم الموانىء غير الشرعية وتاديب شيوخ الدمج وتطهير اجهزة الامن والحكومة من الفساد وطرد المليشيات وضبط النشاطات غير المتمدن للاحزاب والشخصيات النافذة وتطبيق جاد وحقيقي للقانون ليتنفس الناس الهواء الديمقراطي النقي وتفتح المدينة ابوابها للامن والاستقرار الجاذب للاستثمار..؟
ام انه سيبقى يدعو العصابات للتعقل والحكمة ويدعو اصحاب الاستثمارات لتقاسم النفوذ مع المافيات لتكون البصرة عاصمة للمفايات والنفايات وليس للاقتصاد والتنمية فبدون سيادة القانون فان الحديث عن اي تطورات هو كذبة مطلقة لمدار السنوات وليس حصريا بشهر نيسان..!