انتشرت في البلاد ظاهرة غريبة وثقافة عجيبة هي الخروج عن الحدود والتوسع كميا في المجالات كافة دون مراعاة لمتطلبات الحياة العامة والشخصية مع غياب للتخطيط وانعدام للرؤى المستقبلية للمواطن والبرلمان والحكومة وهذا التطور المنفلت لن يقود الا للخراب.!
ماذا يعني التوسع في الجامعات والكليات المتخصصة دون توفر شروط الحد الادنى ومنح عشرات الالاف من الخريجيين شهادات اولية وعليا.. واين ستذهب هذه الجيوش غير المدربة وهل يحتاجها ميدان العمل؟
وهل هدف صاحب المشروع نشر المعرفة ام جمع الاموال بطرق ميسرة ودون التعرض لخسارة الا خسارة الضمير..!
وماذا يعني التوسع بالغش الالكتروني في الامتحانات..؟
هل نحتاج لملايين السيارات في ظل فوضى امنية وشوارع مزدحمة وغير صالحة لسير المركبات..؟
هل نحتاج لهذا العدد الكبير من البنوك والمصارف والبلاد تعاني من الكساد والشلل الاقتصادي.. اذا لماذا ومن المستفيد..؟
هل تستوعب مدن العراق كل هذا العدد من المولات لنشر ثقافة استهلاكية وانماط من السلوك المجتمعي، وصحيح انها ظاهرة حضارية وفرص عمل للبشر لكن كثرتها سيقضي على البعض منها.. هل نحتاج هذا العد المتزايد من وسائل الاعلام ومنظمات المجتمع المدني..؟
اسئلة كثيرة لانجد اجوبتها في وزارة التخطيط والجهلة في اللجان المتخصصة بالبرلمان وامانة بغداد التي تركت الابواب مفتوحة للمقاولين والمغامرين الذين حولوا الاحياء الراقية في بغداد الى عشوائيات بنظام القطع والمساكن العشوائية مما تسبب بتوسع كثافة عدد السكان في الكليو المتر الواحد وانعكاسه على طبيعة الخدمات وانهيار نحو الاسفل بالوضع الاجتماعي..
والتوسع في جبال النفايات ووصل عدد الجرذان في عاصمة علوش لارقام خارج التعداد المالوف وتحدث عن اجتياح الاضة لكل الاحياء وتقلص المساحات الخضر واتساع الكونكريت وابتلاع الارصفة وعلوش لاتهش ولاتنش.
للاسف نحن نتوسع في اعداد الموظفين والاجهزة الامنية وسجلنا رقما قياسيا لنتصدر دول العالم في البطالة المقنعة.
وتوسع القطاع الخاص في مجالات غير انتاجية واستثمارات طفيلية تؤشر تخلف اصحاب الاموال واغليهم اختلسوها من المال العام فخربوا مؤسسات الدولة والقطاع الخاص ايضا.
وامتد التخريب للانسان للمواطن الذي راح يتوسع بكرشه ولبسه ويترك عقله وتفكيرة وثقافته وتوسع في اساليب الحوسمة وترك القانون واستبدله بقوة المليشيات والعشائر وزاد بعدد الزوجات وعدد الابناء والبنات ولا يدري حجم هذه الكارثة حين نعلم انهم من اصحاب الدخل المحدود.
فهل هذا التوسع واخرى لايتسع المقال لعرضها تخريب ام تطوير؟ ام قنابل اجتماعية ستخرب مستقبلنا فهو يتسع وينفتح لنمو شاذ خارج السيطرة لجهل الحكومة والبرلمان وافتقادهم لمشروع لدولة متمدنه تستثمر طاقاتها لصناعة دولة حديثة وليس مستوطنات مستباحة من المليشيات والعشائر المنفلته وشخصيات متشبثة بالسلطة وفي سبيلها لاتتردد بارتكاب جرائم لاتقل هولا من جرائم داعش وهذا ايضا توسع باساليب العنف والكراهية وتقليص لمساحات المحبة والحوار وقبول الاخر من خارج اطار المحاصصة اللعينة..!