يستحق انتصارنا في الموصل وتحرير المدن الاخرى والتالية كل الثناء والتقدير والتكريم ولابد ان يخلد ويوثق ذلك بدقة وجمالية بابداعات الفنانين والادباء والكتاب المتميزين.
ولابد من اجراء المراجعة العلمية الجريئة لاستنباط الدروس الامنية والعسكرية والسياسية والنفسية والاعلامية والثقافية والخدمية والادارية والمجالات الاخرى ونحترم التقويم الموضوعي للخبراء لمنع تكرار الاخطاء واعتماد الاساليب التي تاكد نجاحها وتجنب الاخطاء التي كلفتنا خسائر جسيمة بالارواح والاموال وكان بالامكان تجنبها بالاستعانة بالخطط النوعية الذكية والعقليات العبقرية التي تحقق الانجاز بوقت قياسي وخسائر قليلة.
ولعل من ابرز المهام واعظم المنجزات هي استثمار روح النصر واستكمال تحرير الارض والمباشرة بتنفيذ خطط ذكية لتحرير الانسان فكريا وثقافيا من مخلفات داعش وافكار القوى الداخلية والخارجية التي استغلته للاستحواذ على السلطة باتباع اقذر الوسائل الطائفية والشعارات الدينية والقومية المزيفة.
وتحتاج الموصل بعد الخراب الهائل لجهود دولية واقليمية وخطط نوعية لبناء مجمعات سكنية حديثة بدلا من الترميمات والترقيعات فهذه فرصة تاريخية لتاهيل المواقع الاثارية و لتحديث المدينة القديمة والتخلص من العشوائيات ونحتاج لتحركات واسعة عالميا لجمع الاموال من اجل الاعمار ويجب ان لانضيع دقيقة واحد لاعادة الحياة باحسن مما كانت عليه بالادراة النزيهة والخدمات النوعية التي لاتسمح بالفساد وانتهاك حقوق الانسان.
المطلوب محاسبة بالقانون لكل من سولت له نفسه بحمل السلاح ضد الدولة ومناصرة داعش وتوفير الاجواء والحاضنات لايواء مجرميها او مساندتهم اعلاميا وسياسيا او حتى الدفاع عنهم بالمحاكم لنحاصرهم مجتمعيا لكي لايتكرر الذي حدث مرة اخرى.
اننا نحتاج للوقت والجهد من اجل الانتصار الكبير والشروع بالاعمار واعادة اندماج المجتمع العراقي باحترام القانون والدستور وتقليص امتيازات الطبقة الحاكمة وايجاد حلول للفقر والاقتصاد وردع الخارجين على القانون، والاهم من ذلك ان نعمل ولانتصارع ونجير الانتصارات لمعاركنا الانتخابية والحزبية ونضيع وقتنا بالمهرجانات والعطل الرسمية نحتاج كل ثانية والية للتوجه لرفع الانقاظ بعد رفع المتفجرات والجثث المتعفنة وليكن همنا الاول اغاثة النازحين بالخدمات وبالكلمات الطيبة والروح العراقية التضامنية.
ولتكن هنالك حملة وطنية كبرى تتسابق مع الزمن وتتحدى المستحيل لتحقيق النصر الاكبر باعادة الحياة واختيارقيادات من طراز خاص لهذه المرحلة الحساسة يمنحها الناس ثقتهم واحترامهم وهذا اعظم رد حضارى على داعش ومن يتستر عليها من دواعش السياسة.