مقالة جميلة كتبها احمد شبر تحكي حقيقة من عانى من اهل العراق ((نحن السرسرية)) استأذن الزميلة رئيس التحرير. اعادة نشره فهو يعبر بدقة عن هموم المواطن العراقي المفجوع بالطبقة السياسية التي تشرع لنفسها نهب المال العام والامتيازات الاخرى باسم المظلومية. ومن حقنا نحن السريرية ان نطالب بحقوقنا ونشكل كتلة نيابية بذات الاسم والعنوان. وان توضع مادة دستورية لضمان حقوقنا التي هبطت دون مستوى حقوق للقطط والكلاب في امريكا واوربا فخامة رئيس الجمهورية المحترم دولة رئيس الوزراء المحترم دولة رئيس البرلمان المحترم السادة اعضاء مجلس النواب المحترمين تحية واحترام م / تشريع قانون للسرسرية نحن لفيف من المواطنين العراقيين ( السرسرية )الذين لم يغادروا وطنهم حتى أثمر نضالكم وجهادكم الاسطوري عن أسقاط النظام الصدامي عام ٢٠٠٣..
نحن السرسرية العراقيين كنا في فترة النظام السابق إما في الجيش أو في المدارس والجامعات وكنا نحاول ان نعيد السنة الدراسية كي لا نذهب الى محرقة الجبهة في الحرب مع ايران..
وبعد انتهاء مأساة الحرب دخلنا في المأساة الثانية وهي دخول الكويت وما جرتها من مآسي.. وبقينا نحن السرسرية بين المطرقة والسندان.. بين طائرات التحالف من جهة.. وصدام من الجهة الاخرى الى ان حدثت ما تسمونها بالانتفاضة وهي في حقيقتها ثورة عارمة و اشتركنا نحن السرسرية في ثورة ١٩٩١ ضد صدام ولم يحالفنا الحظ بالهروب منتصرين الى معسكر رفحاء وكذلك منا من لم يشترك بهذه الثورة.. وبقينا في العراق الى ان بدأت المأساة الكبرى وهي فترة الحصار..
وسأحاول ان اشرح لكم فترة الحصار التي لم تعرفوا عنها شيئا (لانكم سادتي) كنتم مشغولين بجهادكم ونضالكم في اوربا وامريكا ضد الظلم الصدامي ولو بكلمات مقتضبة.. حيث وقف العالم بأجمعه ضدنا نحن السرسرية..
لايحق لنا السفر للعمل الا اذا دفعنا مبلغ٤٥٠ الف دينار في الوقت الذي كان راتب الموظف خمسة الاف دينار وكيس الدقيق بخمسين الف.. لنحمل جوعنا وعوزنا على مايسمونه البطاقة التموينية التي كانت تاتينا بدقيق (طحين) لانعرف مكوناته وشاي من نشارة الخشب وكان صدام يتكرم علينا نحن السرسرية في الاعياد بدجاجة توزع مع الحصة.. مما اضطرنا الى بيع ابواب بيوتنا ونضع مكانها قطعة قماش ونبيع الجام ونضع بدله الكارتون ونبيع الطابق الثاني ونسكن في الطابق الارضي.. ونبيع مواد البيت .. فمدفأة (صوبة) واحدة تكفي ومروحة واحدة تكفي وتلفزيون واحد يكفي ووو.. ومعلمنا يعمل في بيع المواد الغذائية والخضروات بعد انتهاء الدوام وموظفنا يعمل باكثر من وظيفة ليعيل عائلته..
يا سادتي
اسألوا السرسرية عن مرقة الشجر وشوربة العدس والمحروك اصبعه ( مثرودة) ستجدون انها وجباتهم المفضلة لا حبا بها بل عوزا من قلة ذات اليد.. اتعلمون سادتي
نحن بعنا كل شئ في تلكم الايام السوداء .. ولكننا لم نبع وطننا لنهرب منه.. لم نبع شرفنا..
وبقينا نحن السرسرية في احضان علي والحسين والعباس والكاظم والعسكري نبكي لهم همنا ووجعنا وعوزنا وظلم العالم لنا..
سادتي الكرام..
العالم ظلمنا بالحصار..
وصدام ظلمنا بالحكم..
وانتم ظلمتمونا اكثر من الجميع..
نحن سرسرية العراق نطالبكم بتشريع قانون يعيد حقوقنا..
اكرراعتذاري لكلمة (سرسرية)
ولكن شرعت قوانين لكل من هب ودب الله اكبر ..
وان غدا لناظره قريب.