اتساع ظاهرة استيلاء مجاميع غريبة من البشر باسم المليشيات والعشائر في بغداد على الساحات العامة والشوارع الخدمية والارصفة بل شوارع الازقة وتحويلها لكراجات لجمع الاتاوات وابتزاز الناس ظاهرة خطيرة تؤكد مثلنا الشعبي الشهير بان بغداد والمدن الاخرى اصبحت (ولاية بطيخ) يتحكم بها الجهلة للانفلات الامني..!
ولعله من الغريب صمت امانة بغداد والاجهزة الرسمية ومجالس البلديات المغيبة الدوربحجة الدواعي الامنية ونفوذ هذه المافيات التي تجبر الناس لدفع الاتاوات عند الوقوف في الاماكن العامة خاصة قرب المحال التجارية والمستشفيات وعيادات الاطباء والمناطق المجاورة للمولات وليس لديها مساحات كافية لوقوف السيارات فتتولى العصابات تاجير الازقة والساحات وتفرض اتاوات حتى على اصحاب المنازل بعد ترهيبهم وتحويل مناطقهم الهادئة الامنة لمصدر للفوضى والازعاج فلكبار الحيتان حمايات وحواجز تحميهم ولكن المواطن الفقير يبقى يعيش في ولاية بطيخ التي افسدت عليه حياته لان هذه الظاهرة تؤكد حجم الفساد الاداري والمجتمعي وغياب القانون. اصحاب هذه التجاوزات يجنون كل شهر مبالغ ضخمة حين تصل الاتاوة للوقوف الواحد خمسة الف دينار وتصور ان المواطن لذهابة لمكان عمله او للتسوق والطبابة عليه ان يدفع اكثر من قيمة راتبه الشهري ناهيك عن الاسلوب الهمجي لتصرف هذه المافيات ولاتتردد باستخدام الهراوات والرشاشات واتساعها كل يوم، فالكراج وهو مؤجر لاغراض اخرى لها شروط يتوسع لكرفان للادارة ثم اكشاش للسكائر والمرطبات وبيع الشاي حتى يجد المرء ان باب بيته تحول الى سوق بل سجن له ولعياله والامانة صامتة او متواطئة وكذلك افواج الشرطة الاتحادية تعد ذلك مصدرا لرزق امريها وضباطها ومنتسبيها وليذهب تخطيط المدن للجحيم ولتتحول كل المدن الى عشوائيات بسبب نفوذ المليشيات وصدق الراحل الكبير شاعرنا الشعبي الكبير الملا عبود الكرخي الذي تنبا (بغداد مبنية بتمر فلش وكل خستاوي) ياليته كان على قيد الحياة ليصف لنا كيف تحول العراق لولاية بطيخ، وياليت الرصافي معنا ليصف مهزلة الدستور الذي يطبق كما تشتهي الاحزاب لشرعنة امتيازات النواب وحاشيتهم من الاحزاب وخذلان الشعب وفي مقدمتهم العلماء واساتذة الجامعات بتحقيرهم ومحاولة الغاء قانون خدمتهم الجامعية الذي حفظ كرامتهم والمطلوب اليوم تركيعهم واجبارهم للسجود لاصنامهم الغبية الفاسدة..!