شغلتنا الاسابيع الاخيرة مغامرات مسعود بارزاني عن تناول قضايا الناس وهمومهم اليومية، وبعد ان نال الرجل الجزاء العادل واعترافه بان مكانه الحقيقي كهوف الجبال والقتال وليس المدن والحياة الامنة جاء دور بعض المسؤولين للاعتراف بان مكانهم ليس في ادارة الدولة ودوائرها ذات التماس المباشر بحياة الناس.
وهكذا عادت امانة بغداد للواجهة مع السيد عبوب الامين الاسبق حين اصدرت بحقه احدى المحاكم حكما لسنة واحدة رغم حجم الاتهامات الكبير، وعلق الظرفاء بان الحكم كان مخففا اسوة بالنائب الذي وصف بانه في مقتبل العمر واسقط عنه الحكم ويستحق السيد عبعوب هذه الرعاية لوسامته ولكثرة تصريحاته الظريفة غير المسبوقة ويستكملها اليوم وزير النقل بظرافته وطرافته غير المحسوبة والتصريحات غير المضبوطه لصولاغ وكنفشيوس وحدث ولاحرج عن اغلب النائبات والنواب واتسامها بالغريب والعجيب والجهل والغباء.
واعترف بذكاء السيدة علوش امينة بغداد فهي تنحني دائما لتمر العاصفة وتبقى في كرسيها هادئة مطمئنة وكانها في شهر العسل فهي تطبق المثل الشعبي( لسانك حصانك ان صنته صانع ) فهي لاتصرح كثيرا ولاتتجادل عبر الفضائيات مثل العيساوي وعبعوب فاحترقا بنيران اعلام الاثارة وعدم انضباط السويشل ميديا وتركت الامر للسيد حكيم مدير عام العلاقات والاعلام لتلقي الضربات والهجمات ردا لتبريراته نيابة عن علوش التي لاتظهر الا في معارض الزهور الدولية تتحدث بضعة كلمات عن جمال بغداد وتنسى مجاريها المعلقة وتخسفاتها وعفرها المزعجة وجبال نفاياتها المقرفة وتجاوزات سكانها التي حولت اجمل المناطق لعشوائيات تشبه المقابر..!
واخر وليس اخير المبادرات العلوشية توقيت صيانة خط محمد القاسم السريع مع بدء العام الدراسي للمدارس والجامعات وزيارة الاربعين وموسم الشتاء وافتتاح معرض بغداد الدولي وكان الاجدى حصول ذلك اثناء العطلة الصيفية، وصدق من اسرف بالحديث عن غياب التخطيط والتنسيق وخضوع الامانة واستسلامها لرغبات لوبي الفساد وواجهاته من المقاولين مما احدث هذا الارباك والازدحام الشديد ومانتج عنه من تعطيل انسيابية الدوام الرسمي وحركة الناس.
وصحيح ان الامانة اتخذت بعض التدابير لكنها هامشية والاصح ان نبحث عن السبب الحقيقي بادخال الشاحنات العملاقة باوزانها الضخمة لمركز المدينة لتخرب الشوارع وشبكات المياه وعرقلة للسير، ويحدث في كل مدن العالم وبغداد كانت بضمنها ان توضع موازين في مداخل المدينة لقياس الاحمال وابعاد الثقيل منها واجبار المصانع والشركات لايجاد مخازن خارج العاصمة.
ومربط الفرس كما يقولون غياب التخطيط والتنسيق داخل اجهزة الامانة ودليلنا هذه الصيانة في التوقيت غير المناسب والموافقة على تشييد مولات ودوائر حكومية في اماكن غير صحيحة تتسبب بالازدحام وتلتهم من العاصمة ضفاف الانهار ولانعرف سبب اصرار الجهات الامنية للاقامة على ضفاف الانهار، وليس هنالك تخطيط وتنسيق مع دائرة المرور ومطالبة اصحاب المولات واصحاب المصالح وحتى العمارات السكنية بترك حيزا مناسبا لوقف السيارات ضمن مساحة المشروع وعدم الاعتداء على مجرى الشارع والرصيف كما مطبق في مدن العالم كافة وكانت الامانة جادة في تطبيق قانونها لكنها تتذرع بضعف القانون وخشيتها من غضب الحوسمجية والديناصورات الكبيرة.
ونختم مقالنا بالدعوة للتخطيط والتنسيق من القمة صانعة القرار للقاعدة الغارقة بالفوضى، فالبلاد تتخبط وستتحول المدن لعشوائيات وغابة يتحكم فيها ديناصور اعمى هو الفساد والغباء..!