تشهد حياتنا الديمقراطية المزعومة في عراقنا الجديد كما يدعون في كل يوم مهزلة متفردة تضيف امتيازا للمتخلفين واللصوص وتنتزع في المقابل امتيازا من العلماء والوطنيين وتسلب كرامة من الاحرار..!
هذه ليست افتراضية بل وقائع مسجلة لاغرب ديمقراطية في التاريخ فحين تتصفح قوائم النواب في البرلمان وزميلاتهم وكذلك الوزراء والسفراء والسلك الدبلوماسي واصحاب المعالي في الهيئات والمفوضيات ستصاب بالدوار والاعياء وتصرخ بوجه السماء يارب المشارق والمغارب هل مات الشرفاء في العراق وانعدمت الكفاءات والتخصصات وغابت عدالتك حتى ينصب هؤلاء واغلبهم من الجهلة وفاقدي الاحساس ومغتلسي المال العام في المناصب العليا باسم الديمقراطية وينهبون المليارات والملايين يتضورون من الجوع، والالاف يتسولون في الشوارع ،وامثالهم يلتقطون رزقهم من المزابل وخيرة الناس يموتون شهداء في الحرب على الارهاب واخرين يفقدون حياتهم في المستشفيات التي تركها الاطباء ومساعديهم من اسابيع بحجة زيارة الاربعين واختفاء الدواء وابسط انواع العلاجات>
والاف مؤلفة من فلذات اكبادنا يفترشون الارض في المدارس بدون رحلات او كتب واقلام وابناء الريزخون ومزوري النضال والجهاد السياسي يتسكعون في مدن الضباب واصبحوا في ترفهم وبذخهم اشهر من ابناء امراء الجاليات الخليجية، وملايين الخريجيين في وطني عاطلين عن العمل يتسكعون في الشوارع واخرين من الكفاءات ينتظرون معجزة السفارات ومنظمات الهجرة للهرب من القرف الديمقراطي بحثا عن الحرية والكرامة قبل الرزق.
في ديمقراطية العراق ينطبق المثل (تريد ارنب خذ ارنب واذا ما اردت غزالا فخذ ارنب ايضا) فحين اراد الناس مفوضية مستقلة لاتزور الانتخابات ولاتعبث بالمال العام جرى مارثون عجيب ونشرت اعلانات وبيانات تدعو الكفاءات للتقدم لمناصب تسعة مفوضين كل منصب بامتيازات الامبراطور كما فضحها الاستجواب البرلماني وتقدم الناس وبينهم كفاءات حقيقية يطمحون لتصحيح المسار واخرين مغامرين يحلمون بالمنصب والجاه وعلى مدى سنة كاملة من المقابلات وتبادل الاتهامات الغيت كل الترشيحات وطلب من قادة الكتل السياسية ترشيح من يمثلهم في المفوضية استنادا للمحاصصة المقيتة وتحول غزالنا المستقل لارنب اجرب يمثل عارنا الديمقراطي..
ولاغرابة ان ينصب تسعة بمنصب الامبراطور الذي يدعي الاستقلال وهو مرشح لتزوير الانتخابات لكتلته المهيمنة على مقاليد الحكم، وتكافاء المفوضية السابقة المتهمة رسميا بالفساد بالاحالة للتقاعد بدرجة وكيل وزارة كاملة الامتيازات مقابل اربع سنوات خدمة فقط امضوها بالايفادات وقبضوا مليارات.
وبذات الوقت يصادق مجلس الوزراء بدون حياء لالغاء امتيازات الاستاذ الجامعي ووضعه ضمن قانون التامينات الاجتماعية ويساويه بالراتب مع الكناس الامي مع احترامنا لهذا الانسان البسيط ويستثني كل اللصوص للاحتفاظ بمكاسبهم غير المشروعة.
هكذا اذا الغزال في ديمقراطية العراق للجهلة واللصوص والاحزاب وحثالاتها والقتلة الذين اصبحوا وزراء وسفراء وامناء في الهيئات ودرجات خاصة..
وللفقراء ارنب ميت وشارع ورصيف تطاردهم فيه البلدية ومقابر لاتشبع من الضحايا وطوابير امام ابواب السفارات يستجدون بذل تاشيرات الدخول هربا من الديمقراطية المتعفنة وطمعا حتى في جحيم الغرب الذي يحلمون به ولسان حالهم يقول الغربة كرامة اذا ما اصبح الوطن مذلة ...!!