تعيش البلاد منذ يومين على اعصابها بسبب ما وصفوه (خطاءا مطبعيا) لجريدة الصباح فسر على انه كما اسماه ابو الهيل اساءة غير مقصودة لسمعة اصحاب الفخامة نواب الرئيس رغم اننا نعلم ان هذا المنصب ان حضر لانفع منه وان غاب هو ومجلس النواب وفر للفقراء الهدوء والمليارات..!
ولا نريد ان نسرف ونفتج جسدي الصحافة والسياسة خوفا على عامة الناس واصحاب الفخامات وقامات هذا الزمان ان يختنقوا من رائحة التعفن التي تزكم الانوف بل تقتل الالوف لغياب المهنية والاخلاق في الصحافة والسياسة(باستثناءات قليلة مثل جزر المحيط) وكليهما دخل في مارثون عجيب وتوأمة لاثارة الناس واللعب على اعصابهم واشغالهم عن الحقيقة في كل ثانية ودقيقة وتغيير الاتجاهات عما يجري في الكواليس والتكتم عن المخفي لما يحدث في عالمي السياسة والصحافة وما جرى و سيجري واغلبهم يكرس جهوده لخطف صوت المواطن للانتخابات المقبلة لتدوير ذات الوجوه التي اذاقتنا الامرين مر الارهاب ومر الفساد..! ماحدث يؤكده التحقيق المهني المستقل من شخصيات اعلامية مهنية محايدة وشجاعة لاستقصاء الحقائق ولانحتاج لمنظرين ينصبون انفسهم خبراء بالصحافة او سياسيين يحاكمون الصحفيين بالتكهنات والتاويلات والاحتمالات والاسقاطات السياسية المريضة والمتاجرة بهذه القضية ليخرج الجميع سالما غانما ويتفقوا على ذبح جريدة الصباح وهي اليتيمة الوحيدة المتهمة اكثر من غيرها بالتقية وتجنب الخطيئة والسبق الصحفي وفيها من المهنيين القادرين للرقي بها لمصاف الصحف القومية المعروفة، لكنها لم تعرف الاستقرار والثبات في رئاسة التحرير واصبحت ريشة في مهب ريح سياسة المتنفذين واهواء مجلس الامناء..!
نقول لاتذبحوا الصباح وتعلقوا في رقبتها اثامكم واخطاءكم ونتائج صراعاتكم، ومحاولاتكم لمزيد من الشهرة الصحفية على حساب دم زملاءكم بل امنحوها قدرا اكبر من الاستقلال والحرية والحماية وارفعوا عنها الوصايا بكل اشكالها ولاتحولها قصة للمتاجرة والاثارة الصحفية بل علينا ان نتضامن بكل الاشكال ونحن نمتلك اضخم جيش ممن يحملون الهوية الصحفية في العالم، وعلينا ان ندق جرس الخطر للمراجعة والاصلاح الحقيقي للتوامين الصحافة والسياسة فقد ذهبتا بعيدا عن مسارهما الصحيح ولانقصد الصباح فيكفيها الجراح وماتتعرض له من نباح وحرب اعصاب لمحرريها ادخلهم في دوامة القلق وسيدفعهم لمزيد من التقية للانكفاء على الذات والابتعاد عن المبادرة واثارة الانتباه بالسبق الصحفي المشهود..!
ياعجبي الكل اصبح يتحدث عن الفساد والاخطاء المهنية، وليس هنالك من يقدم كشف حساب عما يجري بسبب مانسميهم الكبار في الصحافة والاعلام ويعري المستور، ولماذا كل هذه الضجة لان الخطاء المهني وليس المطبعي ان صح من الصباح، وهنالك المئات من المواخير الاعلامية والالكترونية الصفراء والاعلاميين الذين يرقصون فضائيا والكترونيا عند الطلب وجعلت كل شىء مباح تركوها وتسابقوا لذبح الصباح فحق عليهم قول مظفر النواب (.. القدس عروس عروبتكم..) اعتذر لنشر مقطع القصيدة فانا لاامتلك راسا اضافية اتبرع فيه لجهلة هذا الزمان..!
ولعل القاضي لن يجدني في مقتبل العمر ويخلي سبيلي بمئتي دينار عراقي لاغير. ويستقبلني بالاحضان وزير الداخلية وعفى القانون وليس الله هما حدث وكان..!
واختم مقالي بالفرضيات، فلو كنت بدلا من ابا الهيل(دام ظله) لقدمت الاعتذار للشعب اولا ثم لاصحاب الفخامة فالاعتراف بالخطا في الصحافة فضيلة بل حق يطلبه الجمهور قبل التقاليد والقانون، ولو صحت المعلومة وتبرأ منها مصدرها رئيس هيئة النزاهة ويفترض انها موثقة كما حدث للصباح مع خبر اختفاء المليارات العشرة..
نقول فرضيا لو صحت المعلومة لخرجت بصفتي رئيسا للتحرير (والمسكين الزميل عباس عبود مازال في شهر العسل المهني) واعلنت ان المعلومات صحيحة وتراجع عنها صاحبها وهذه هي الحقائق.. الله كم سيكون ذلك رائعا وسيغني صاحبه عن مجد صحفي يحتاج للركض وراء الاخبار الف سنة..
يا له من ابتلاء جميل لايتمناه الا عشاق الحقيقة من الفلاسفة الكبار والمهنيين الاحرار..
ارفعوا ايديكم وسكاكينكم وبرامجكم من الصباح فللناس عيال وفكروا كيف تكون شبكة الاعلام مهنية ومستقلة وصوتا مدويا للحقيقة لايخاف من اصحاب السمو والمعالي والفخامة.. واتركوا شهرزاد تقول ما بعد المباح فالشعب يترقب شمس صباح جديد يعيد للعراق هيبته وللمواطن ثروته ولكل انسان كرامته وحريته.