مايحدث في شوارعنا الان من نبش وحفر يؤشر وبما لايقبل الشك الى حجم الفوضى وغياب التخطيط وسوء التنفيذ، فيد تعمر ويد تدمر و تخرب، ولانهاية لهذه الظاهرة التي تسفر عن هدر المال العام واعاقة حركة الناس وتشويه مشهد المدن التي ضاع وجهها وتحاول بعض الجهات الاهلية لاستعادة جمالها المفقود واستقرارها المعدوم.
هذه الفوضى رافقت عاصمتنا التي كانت جميلة منذ عصور ودخلت للفوضى منذ عهود ممتدة من الفترة العثمانية والاحتلال الانكليزي والفترة الملكية والعهود الجمهورية لعصرنا الراهن الذي يبحث عن هوية، فمنذ تاسيس الدولة العراقية حتى ساعتنا هذه انفقت المليارات ولم تظهر عندنا بنية تحتية حقيقية في تصريف المياه الثقيلة وسيول الامطار واكساء حقيقي للشوارع ومجسرات وانفاق توفر لنا الوقت وراحة العصاب، وطرق خارجية نظامية لاتتسبب بقتل الاف المواطنين سنويا، وما زلنا نتوق لانتهاء هذه الاعمال التي بدات منذ عصر مدحت باشا ومازالت مفتوحة الابواب في عصر العبادي وستبقى للالف الثالث الميلادي مادامت المحاصصة هي التي تحكم بدون تخطيط وقانون.
اخر البدع الهجوم الكاسح لوزارة الاتصالات والتي تذكرت اليوم بان البلاد بحاجة لكيبلات ضوئية ونزلت لااهم الى اهمالشوارع والارصفة ودخلت لكل الازقة الفرعيةوقامت بنبش كل ما انجزته امانة بغداد بسنوات ومليارات، والعملية تتم بدون تخطيط وتنسيق وخرائط تؤشر مسارات البنى التحتية وبهذا النبش تحطمت وتشوهت ارصفة انجزت بصورة لائقة بعثت فينا الامل بانها المرحلة النهائية لكن اعمال وزارة الاتصالات حتى لو كانت ضرورية فهي كارثية، فلن تستطيع ان تعيد الارصفة لسابق عهدها.
ونتوقع من هذه الاعمال الخاصة بشبكات الانترنيت الحكومي محاولات لتهميش القطاع الخاص وانهاء اعمال المئات من شركات الاتصالات التي وفرت عشرات الالاف من فرص العمل وابدعت في تشغيل المنظومات والشبكات وتاهيل كادر وطني قادر على الصيانة والابتكار، فنحذر من هذا الانقلاب الاسود على القطاع الخاص الذي كان له السبق والمبادرة لتاسيس شبكات وطنية امنة لخدمات الانترنيت تحتاج لرعاية واسناد، فلسنا بحاجة لخدمات حكومية معروفة ببيرقراطيتها وفسادها ولاباس ان تكون الوزارة منظمة ومشرفة على اهم قطاع يشكل العصب الحيوي في مجتمعنا الرقمي.
والشعب يريد مواعيد محددة لانهاء الاعمال ليشعر ليوم واحد بالاستقرار السياسي والخدمي اسوة بالمدن التي كانت خرائب وتحولت لحسن الادارة والتدبير لجنات على الارض.