ليس هنالك انسان يرغب بمنع الاخرين من احياء ذكر وقائع استشهاد ومظلومية ال بيت الرسول (ع)، وينكر عليهم جهادهم النبيل ، وصبرهم وتضحياتهم لنشر القيم الاصيلة لإحياء الدين ومحاربة الفساد بطرق عقلية وليس المبالغة بالشعائر لدرجة تعطيل حركة العمل والدراسة، واحداث الضرر بالصالح العام.
ان هذه الظواهر تحتاج لفتح حوار حر لتنمية ثقافة بديلة لإحياء تلك الشعائر، بعيدا عن الغلو والتطرف، و بطرق لائقة تستعرض للناس في اماكن مخصصة لهذا الغرض مناقب الصالحين ومواقفهم الشجاعة لمواجهة الظلم والفساد، وتطلق عن طريقها مبادرات للعمل التطوعي للإعمار والتضامن مع المتضررين من الارهاب والمهجرين ورعاية اسر الشهداء والايتام واستثمار طاقات الملايين لبناء مئات الالاف من الشقق السكنية والتعويض عن الاف المدارس والمنشئات الخدمية العامة لضعيفي الدخل ليقترن هذا الفعل الايجابي بذلك العمل الجهادي للائمة والصالحين ، فتضحياتهم في جوهرها تهدف لسعادة الانسان ونشر العدل وزرع روح الامل في الاجيال بدلا من الظلم والفساد، وجلد الذات ودفع وتعميق الاحباط ودفع الانسان للانتقام من عدو قديم وشبيه له في القرن الحادي والعشرين عن طريق خطابات تنمي الكراهية ولا تسمو بالروح لتنهل من اخلاق الرسول وال بيته الاطهار (ع) العلم والاخلاق والتسامح واحترام الزمن وتوظيفه لخدمة المجتمع والانسان.
نقول ذلك وفي قولنا كلمة حق، تتردد على السنة الملايين ،ولايجاهرون بها خوفا من بطش الجهلة المتاجرين بالدين، او الذين يستخدمونه وسيلة حقيرة لتصفية الحسابات وما اكثرهم وابعدهم عن السلوك القويم لال محمد والصالحين والفقهاء العقلانيين والمراجع المتنورين، واصبحت الاغلبية المثقفة وبينهم رجال دين لا يجاهرون بالاعتراض ويبصرون الناس، ويصرحون ويصرخون بانه ليس من المعقول ان تتعطل عاصمة منكوبة لمدة اسبوع كامل عن العمل وتتقطع الطرقات وتنتشر المواكب بأعداد مبالغ فيها ابتلعت الارصفة والشوارع الرئيسة والساحات العامة فعرقلة سير المركبات والمشاة وشلت الحركة في المدارس والجامعات والمستشفيات وتلكا العمل في اغلب دوائر الدولة وحتى القطاع الخاص، وذهب البعض بعيدا في نصب السيطرات وممارسة السلطات وابتداع مظاهر تشبيهية لا تليق بالمناسبة بل تسيء اليها، فهل نعبر عن عظمة سيدنا موسى الكاظم (راهب ال محمد) ونختصر حياته واستشهاده بمواكب من البعران المزينة بالهوادج وازياء القرون الهجرية الغابرة، وهل يرضى الامام ان نخلف بعد انتهاء الزيارة ملايين الاطنان من النفايات ونهدر كميات من الطعام بإمكانها ان تغيث المحتاجين لسنين طويلة ، ونخلف تحت اقدامنا ركام ملايين الاشجار والنباتات التي تزين الساحات والجزرات الوسطية وتسر الناظرين المتعبين من مصاعب الحياة اليومية، وننتهك حرية الاخرين بالحركة وممارسة حياتهم المعتادة، ولا ندري من افتى بدعوة الناس للمشي سيرا على الاقدام والترويج لمبالغات وبدع عبر العشرات من الفضائيات والاذاعات، بل يقال بان هنالك دائرة رسمية للمواكب تنفق الاموال وتروج للغلو ولا توجه بما يخدم الانسان، وتعلمه ان لا يفرط بدقيقة واحدة لبناء الاوطان والتهرب من العمل والتعود على الكسل وهدر الوقت، ونعلم حجم المليارات من الخسائر يوميا، بسبب استنفارات الاجهزة الامنية وخراب البنية التحتية وتوقف الانتاج والخدمات، فهل اوصى نبينا الكريم وامامنا الطاهر الجليل بهذه المظاهر ام انه اوصانا بالعمل المنتج والاخلاص في اداء الاعمال، والله لوسالتم الرسول (ص) وامير المؤمنين علي بن ابي طالب وسيد الشهداء(ع) وكل مراجع الدين عن اجازة تعطيل الحياة بهذه الطريقة المبالغ بها ،لقالوا لكم كلا اطلبوا العلم من المهد الى اللحد وواصلوا العمل ليلا ونهارا وحاربوا الفساد فهو احب الى الله ورسوله وال بيته من كل مواكبكم ومظاهركم التي تضر ولاتنفع، فهل تتبصرون ولا تسمحوا ياستغلال تلك العلامات المضيئة وسيلة للمفسدين للهيمنة على السلطة والبرلمان وتشويه قيم الدين وتوجيه الناس لمسارات لا يربح منها الا شلة تتستر بالدين وتتهرب من الواجبات وتحتاج من يردعها ويعيد شعائرنا لجوهرها الاصيل.