واخيرا وبعد انتظار كبير وجهود مكثفة وانفاق اموال كثيرة للانتخابات تكفي لتشغيل العاطلين كلهم وتعمر مدنهم، وبعد تلكؤ المفوضية التحاصصية اعلنت النتائج وعمت الافراح ومسيرات الابتهاج مع غضب واعتراض البعض الاخر، خاصة تلك الوجوه التي لا تقبل الاعتراف بالفشل ومغادرة المشهد السياسي وعلى الرغم من ذلك يبقى السؤال الكبير ماذا بعد الانتخابات..؟
نعم ماذا بعد الانتخابات، وقبل الاجابة على هذا السؤال الموجه اصلا لمن سجلوا اعلى الاصوات، نقول عليكم ادراك حقيقة ثابتة بان عدد الذين قاطعوا الانتخابات اكثر من الذين شاركوا فيها وبالإمكان اجراء عمليات حسابية بسيطة اعلنتها المفوضية نفسها بينما اكدت جهات دولية ومحلية متخصصة بانها مبالغ فيها فقد ظهر بان عدد المسموح لهم بالمشاركة (24،352،253) مليون وشارك (10،840،969) مليون وامتنع وقاطع (13،511،284) وتكون نسبة المشاركة رسميا (44%) والمقاطعة (55%) علما ان عددا كبير شارك ولم يصوت لاحد، ان نسبة المقاطعة الكبيرة وامتناعهم من منح ثقتهم بالكيانات السياسية القديمة والجديدة، وهذه المعارضة بأرقامها العالية ظاهرة يجب التوقف عندها واحترام قرارها وتطلعاتها واحتمالات لجؤها لوسائل تعبير اكثر فعالية للتعبير عن رفضها واحتجاجها لرموز الفساد وللاليات الفاشلة، بل الفاسدة لمعالجته واحداث اصلاحات حقيقية لانقاذ البلاد وحفظ حياة وكرامة العباد ولا يتم ذلك مطلقا بسياسة توزيع المناصب على اساس الولاء(المحاصصة) وليس الاداء (الكفاءة والاختصاص)، وثبت ايضا اكذوبة اختيار التكنوقراط واخضاعهم للضغوطات وتحويلهم لواجهات تشرعن الخروقات وتدفع باتجاه انحراف المسارات (التكنوقراطية) وتحقيق رغبات ذات الجهات.
ولابد ايضا ان نعترف بوجود خروقات وتزوير وطعونات كبيرة، مع فشل للعديد من الاجهزة وضعف وعدم تخصص اعضاء المفوضية ومحاولتهم مسايرة الكيانات لإضفاء صورة مشرقة للانتخابات وتأكيد وجودهم وهدرهم للمال العام، ناهيك عن النتائج الكارثية الناتجة عن النظام الانتخابي سانتديغو السيء الذي يجعل القوى المهيمنة تبتلع الكيانات الصغيرة كما تفعل الحيتان في المحيطات والبحار حين تقتات وتبتلع الصغار. نعم ماذا بعد الانتخابات سؤال نكرره باسم الشعب الذي سيراقب معارككم على كعكة الرئاسات واحتفالاتكم التي تجاهلت جرائم الصهاينة بارتكاب مذابح للمتظاهرين العزل وقيام صديقكم اترامب بتحدي مشاعر مليارات البشر والاحتفاء بنقل سفارته للقدس، وهي كما قال شاعرنا الاكبر مظفر النواب بانها عروس عروبتكم فلماذا تركتم زناة الليل يدخلون غرفتها ووقفتم تسترقون السمع لصرخات فض بكارتها؟ ونحن نتساءل ايضا هل عرسكم للاستحواذ على المناصب هو الاهم من دينكم واوطانكم ودماء شهداءكم.؟
ماذا ستفعلون بعد الانتخابات وما هي قدرة من يدعي النزاهة بإلغاء امتيازات النواب والهيئات والمفوضيات وتكريس استقلالها ومهنيتها، وتأكدوا ان هذه الانتخابات هي الفرصة الاخير وسط بيئة صراعات تنذر بدمار كامل للشرق الاوسط تتطلب حكومات قوية وبرلمان نزيه وقيادات من طراز خاص، ان الشعب المقاطع او الذي منح البعض ثقته لأسباب كثيرة في مقدمتها اجادة بعض المرشحين والكيانات ادوار شتم الفساد والتباكي على الارامل والايتام.. سينتظر الشعب ولن يطول انتظاره، وهذه المرة لن يقبل ان يبقى مجلس النواب مسرحا للدمى تحركه من الكواليس رغبات وقرارات الزعماء.
ولن يقبل ان تكون ثروته كما قال المتنبي الكبير كنزا من الوعود..!