وقف شاعرنا الكبير مظفر النواب قبل قرابة نصف قرن في قاعة تزدحم بمعجبيه من كل الاجناس والفئات تتقدمهم نخبة من القيادات السياسية العربية، فلم يجد في قاموس لغته تعبيرا يليق بمشهد صراعنا العربي الاسرائيلي لوصف الحالة بدقة الا الالفاظ البذيئة التي تخدش الحياء العام، وحينها قال ان الكلمات المهذبة لا تليق بهذا المشهد الهزلي..!
والتاريخ يعيد نفسه، لكن صحة مظفر النواب لا تسمح له ان يقف اليوم امام وزراء العراق والاكبر منهم والكهرباء حصريا، ومفوضية الانتخابات خاصة واغلب قادة الكتل السياسية ليقدم لهم توصيفا ساخرا مفعم بالشتائم وبالتأكيد سيحتاج لمفردات جديدة تتفوق على تلك التوصيفات التي قيلت في قصيدته الاولى (القدس عروس عروبتكم.. يا ابناء..).
فترك الامر لأكثر من مهوال ومتمرس في وسائل التواصل الاجتماعي ليصفونهم بشتى التوصيفات السيئة، فلا يتحرك لهم ضمير ولا يهتز لهم شارب ولايخجلون، وهم يعلمون بفشلهم وبانهم لصوص وحمقى.
انفقوا عشرات المليارات والعراق مازال بدون كهرباء، وهدروا مليارات على الانتخابات والنتيجة تزوير وتشويه للديمقراطية وضحك على الذقون.
جياع بالملايين تحت خط الفقر وجهلة وحثالات نصبت نفسها قيادات نهبوا كل شيء وامتدت ايديهم حتى لأموال العتبات المقدسة.
وصار السؤال التقليدي هل هؤلاء بشر ام خنازير ضيعوا البلاد واذلوا العباد..؟
واقول دون تردد ان الخنزير بقذارته كلها لا يخون اقرانه ولا يبيع ابناء حضيرته للأعداء وحتى القراصنة لهم عادات وتقاليد، اما من تسلق السلطة عندنا فنحتاج من علماء اللغة والادباء في العراق لتوثيق هذه المهزلة البشرية لتكون رسالتنا لأجيالنا المقبلة تكشف لهم كم كنا حمقى وناضلنا من اجل الديمقراطية وحرية التعبير ورفاهية الشعب وتبين اننا سلمنا الوطن وثرواته (ادارته وارادته )لشلة من الحرامية والفاشلين.
وينطبق على اغلبهم قول مظفر فحضيرة حنزير اطهر من اشرفكم..
وليس امامنا الا (الشلع قلع) ولكن بالأفعال وليس الشعارات..!