اعتاد النظام السابق ان يختار عنوانات لحروبه المتعددة والكثيرة، ولم يجد عنوانا مناسبا للمعركة الاخيرة التي اطاحت به وبنظامه قبل رحيله الا تسمية(ام المعارك) وللنظام الحالي وكياناته المتحاصصة له ايضا احواله وتوصيفاته وتسمياته تصل لحد السخرية القاتلة..! ماجرى منذ عام 2003 وحتى اليوم وما سيجري من تبعات اخرى قادتنا لتضحايات جسيمة بالارواح والاموال والسمعة الدولية وهدر كرامة الانسان وضياع هويته وانتهاك ابسط حقوقه واعظم الاخلاقيات في الحكم والسياسة عبر متوالية عددية من الازمات خربت البلاد واذلت العباد، وسجلت اعلى الارقام بين دول العالم في الفساد والفشل في الادارة وانعدام الارادة الوطنية المخلصة واستبدالها بالمحاصصة والصراع والتقاتل على مغانم السلطة.
وصدق من قال ان الهموم تثير السخرية والضحك وكانك ترى الطير الذبيح يرقص وهو يرتجف رجفت الموت الاخيرة، ومرت علينا في العقد الاخير سنوات عجاف كانها الدهر، ومرت علينا وجوه من الحكام والمتنفذين (ليس فيها نور الرحمن) لم نجد لها مثيلا وشبيها في الحكايات الاسطورية كلها، الشرقية والغربية، وقصص الف ليلة وليلة حين يصحو الحمال المعدم ويلامس مصباح علاء الدين ويظهر له المارد الجبار ينحنى له ويقول شبيك لبيك مولاي اطلب ما تتمنى فانا عبدك بين يدك.
هل تعلمون ان هذا المارد هو (الديمقراطية) التي حققت لحاشية الحكم وعصاباته من الثروات والمناصب مالم يتصورونه بالاحلام وماعجز المارد الجبار من تحقيقة مقابل انتزاع ابسط مقومات الحياة من عموم الشعب ودليلنا اجراء مقارنة لكل مسؤول في الحكومة ومجلس النواب قبل وبعد ظهور المارد الذي زرعه الامريكان وحياتهم الحالية سنرى العجب ونقرر الصيام في شهر رجب..!
واخيرا نقول مرت علينا فصولا من الازمات والصراعات بين الاخوة الاعداء تستحق كل معركة منها ان نطلق عليها تسمية وعنوانا، واذا ما اردنا توصيف مهزلة الانتخابات الاخيرة من مراحل التزوير الى حرق مخازن صناديق الاقتراع لم نجد تسمية اكثر دقة غير وصفها بـ (ام المهازل) التي سقطت فيها ورقة التوت ولم يعد هنالك حلا سحريا لمداراة هذه الفضيحة فهي على حد وصف اخوتنا المصريين (فضيحة بجلاجل) اشتركت فيها الاطراف السياسية بكل اطيافها والحكومة والاجهزة الامنية المكلفة بحماية المخازن والمفوضية غير المستقلة للانتخابات. المتهمة بالتزوير وخيانة الامانة.
ولاندرى هل بعد ذلك ستمر علينا مهزلة اكبر ستجعل حتى الشهداء يهربون من قبورهم بحثا عن وطن بديل لعراق جميل وعريق لوثه الجهلة واللصوص المتسلطين..!
وربما سينتفضون لتحرير البلاد بعد ان طال انتظارهم واكتشفوا ان القبور هي المكان المناسب لنا نحن الشعب (موتى بلا قبور) الذي ارتضى لنفسه بحجة الولاء الذل والهوان واغتيال الشرفاء من ابنائه وسرقة ثرواته في عز النهار، ومازال يصفق ويردد وراء المهوال بالروح بالدم نفديك يافلان.!