يتمتع العراق بتوافر طاقات شابة تمثل اكثر من نصف سكانه، ولكن هذه الطاقات وبينها عقول فذة مبدعة ومبتكرة مازالت تنتظر فرصة خلاقة لاطلاقها والامل معقود على مبادرات وليس قرارات بيروقراطية تفقد مقاصدها النبيلة في حلقات الروتين المقيتة.
نقول ذلك ونحن نطالع خبرا صغيرا في حجمه كبيرا في دلالاته مر مرور الكرام وبسرعة البرق دون اضواء ومناقشات ولم يجد له حيزا بين ضجيج السياسة وصراخ الاتهامات والصراعات عبر الفضائيات وتغريدات ودردشات وسائل التواصل الاجتماعي على الرغم من ان الخبر يتعلق بحياة ومصير الملايين من الشباب العاطلين عن العمل والمهمشين في حركة الاقتصاد الوطني ولو كان الخبر يتعلق بحادث عابر لنناسي عجرم او هيفا لوجد من يروجه ويكاد ان يضعه في صدر النشرات الاخبارية.
هذا الخبر يتحدث عن مبادرة رواد العراق لدعم المشاريع الشبابية بتمويل البنك المركزي العراقي والبنك الدولي، وهذه المبادرة تحتاج فعلا لتسليط الاضواء واستعراض خططها واهدافها واليات تنفيذها ومتابعتها لتكون فعالة ومثمرة، ولعل الاعلام الوطني والاقلام المهنية المحترفة لها دورها في اسناد هذه المبادرات وتفعيل دور البنك المركزي وتعزيز الثقة بسياساته والابتعاد عن سياسة الاثارة الصحفية والتشكيك غير المستند الى المعلومات الدقيقة والصحيحة المستقاة من مصادرها الاصلية وليس من التقولات والتكهنات، ويقال ذات الشىء عن المصارف الاهلية وهي نافذة حيوية لتنشيط الاقتصاد الوطني وتحتاج فعلا لاعلام متخصصة يعزز الثقافة الاقتصادية لعامة ابناء الشعب بل تحتاجه حتى النخب من قبة البرلمان الى رئاسات هذا الزمان.
وصحيح ايضا بان هنالك سياسات خاطئة وتصرفات فردية منحرفة تحتاج النقد والردع ولايصح الاطلاق والتعميم، ان الانصاف في النقد والثناء ضرورة مهنية ووطنية فهذا القطاع وتنميته يحتاج الدعم والاسناد وتحسين الصورة وتعزيز ثقة المواطن في البنك المركزي وهو رمز للسيادة الوطنية وفي القطاع المصرفي الخاص القادر على تفعيل التنمية المستدامة حين تمتد جهودنا الاعلامية لتعزيز ثقة المستثمر الاجنبي في الاقتصاد العراقي وقدرته على النمو والنهوض الشامل في البلاد كلها لتعم يد الخير والنماء لتشمل العراقيين كلهم وفي مقدمتهم شبابنا المجاهد والمجتهد.