صار من المالوف ومع اول زخة مطر تطفح المجاري وتغرق الشوارع والساحات العامة وحتى البيوت والمدارس والاماكن المقدسة في مشهد يجسد فسادنا وتخلفنا وعارنا ونحن في العقد الثاني من عصر التكنلوجيا الرقمية..!
للاجابة عن هذا السؤال نقول وللاسف هدرت مليارات الدولارات على مشاريع عملاقة للصرف الصحي في مقدمتها خط زبلن العملاق ويفترض دخوله الخدمة من ستة سنوات لكن مجموعة من الحوسمجية استولوا على خط مساره الاصلي وشيدوا عليه مساكن على ارض حكومية اغتصبوها بقوة المليشيات وللاسف ساندهم اعضاء في مجلس النواب لاستمالات انتخابية وعشائرية وطائفية والامر الاخر غياب الرقابة وعدم متابعة اعمال لشركات ومقاولين يقومون بفرز غير رسمي للوحدات السكنية ويشيدون وحدات صغيرة تجارية ويتولون بانفسهم الربط بخطوط مياه الشرب والمجاري والكهرباء بطرق بدائية تؤدي لانسدادات وحفر للشوارع ينتح عنه مطبات وتخسفات ناهيك ان تعبيد الشوارع بزفت مغشوش ويتم الاكساء خارج المواصفات المهنية مما يعرض الشوارع للتاكل بمجرد تعرضها للمياه وتحدث بدون حرج عن الارصفة الوسخة المرصوفة باشتايكر بائس تختفي الوانه بسرعة ويتكسر بعد اسابيع قليلة وفي كل مرة نكرر العمليات ونهدر المليارات..!
نقول لصناع القرار انه من المخجل ان تشهد المدن السومرية والاشورية قبل ستة الاف سنة اكساء الشوارع بالقير مازالت اثاره ظاهرة حتى اليوم مع شبكات للمجاري مازلنا نحلم بها ولاتسنطيع حكومات المحاصصة تحقيقها لجهلها وفسادها.
ايها الناس القضية لا تحتاج لعبقرية افصلوا مياه الامطار عن خطوط المياه الثقيلة مع ادامة للصيانة وردع للمتجاوزين حتى تكون لنا مدن نظيفة وشوارع مريحة لا تطفح بالمجاري ويتحول سحر المطر لمصيبة على اطفال المدارس بل على عموم الناس.
اننا نتحدى صناع القرار ان يحددوا موعدا لانهاءً هذه المهزلة للحاق بمدن كانت تحلم ان تقترب من جمالية بغداد ونظافتها.