بدعوة كريمة من اهالي سوق الشيوخ والادارة المحلية حضرنا قبل يومين مهرجان الاهوار الاول ورسخ اللقاء مع الناس والطبيعة والاثار والتراث في عقولنا وقلوبنا مشاعر فياضة لا تنسى بينها ماهو حلو احلى من الشهدا واخر مر امر من الحنظل واليكم الحكاية.
في هذه الرحلة النيسانية بل الانسانية كان حلوها باصالة الناس ومودتهم وكرمهم وحبهم بل عشقهم لمدينتهم وتاريخهم واحتفاءهم بالضيوف الذين مثلوا كلية الاعلام تجمع الناس في الشوارع وخرج طلبة المدارس لاستقبال ضيوفهم باحسن واروع استقبال فلبس الطلاب اجمل ثيابهم واستعدوا لالقاء قصائدهم واستنفر الشيوخ وحتى بسطاء الناس وجهزوا مضايفهم وتم المهرجان في مضيف سومري بعدها كانت لنا جولة في الاهوار وحوار مع الانسان وتامل للطبيعة.
وهنا انتهى حلو الكلام ختمناه بوعد لتبنى مشروع بناء مدرسة نصفها للتعليم ونصفها متحف عن الاهوار يشيد تطوعيا وبنظام للتبرعات رصين لايمسه الفساد.
ومر الكلام الذي بدد الاحلام يبدا بالوعود التي انطلقت منذ عامين باحياء الاهوار واعادتها لطببعتها الساحرة استجابة لقرار اليوتسكو بضمها لقائمة التراث العالمي وحينها اقمنا الاحتفالات ووزعنا الجوائز واطلقنا البيانات ووعدنا العالم بتحولات نوعية تجعل اهوار الجبايش والحمار والحويزك فينسيا الشرق يقصدها القاصي والداني من السياح والحجيج من كل الديانات لزيارة مقام سيدنا ابراهيم والاطلاع على حضارة سومر والزقورات وبقايا اور والقيثارة الشهيرة وسماع قصص البطولات الاسطورية وحكاية اقدم الحضارات..
لم نجد شيئا من الوعد قد تحقق مازالت الاهوار تعاني من شحة المياه وملوحتها وتلوثها هجرها الانسان والحيوان وحتى الطيور المهاجرة النادرة لم يعد لها وجود فقد غيرت مسار رحلاتها لاماكن صناعية بديلة في الخليج ولم نر اثرا لاعمار او معالجات حقيقية وغابت حركة السياحة فلا اثر لسائح محلي او اجنبي والغريب تلاشى وجود حتى الاسماك بانواعها البني والكطان واختفى البردي وغطت صفائح الحديد الصدىء واجهات البيوت العائمة على سطح الماء مع القليل النادر من قطعان الجاموس.
انها قصة حضارة تختفي بل حياة مهددة بالانقراض بعد ان صمدت الاف السنين واضمحلت في هذا الزمن الاغبر الذي استبد فيه الجهلة واثروا باسم الدين والديمقراطية وتركوا اليلاد والعباد يغتالهم العوز والفقر وغياب خطط تنمية الانسان والبيئة فتحولت الارض لمكب للنفايات ويا عجبي اهذه ذي قار الحضارة..
لا نظافة ولا رصيف او شارع يصلح لسير المركبات بل مطبات وحفر منذ اللحظة الاولى لدخول المدينة ولا ندري اين محافظها ومجلس محافظتها وجيوش الاحزاب وفيالق المعممين والمجاهدين انها ورب الكعبة خيبة امل وفجيعة جعلتنا نصرخ ايها الناس من ينقذ مدينتكم من الاهمال ويعيد للاهوار سحرها والقها وللاثار هيبتها واساطيرها التي هزت وجدان العالم..؟
ايها الناس لا تنتظرون من اللصوص والجهلة تنمية واعمار وثقافة ونهضة مدنية وحضارة بل عليكم بانفسكم فلا يحك ظهرك الا اظفرك اهجروا صناديق انتخاباتهم واسسوا لحركة انقاذ تعيد للانسان كرامته وللوطن هيبته وسيكون للحديث بقية عن سوق الشيوخ القضية.