كنت في زيارة تفقدية لصديق تعرض فجاة لوعكة صحية وكان اقرب مشفى امام ذويه مستشفى الشيخ زايد الحكومي في ساحة الاندلس وخفف من صدمتنا لكارثية خدمات هذا المشفى تحسن صحة زميلنا العريز.
عادت بنا الذكريات لسنوات بعيدة حين افتتح هذا المستشفى واقترن باسم الشيخ زايد فكانت الخدمات اوربية راقية استقطبت المرضى وزرعت في نفوسهم وذويهم الامل بالشفاء والرجاء في ايجاد خدمات طبية متقدمة تجعل المريض يشعر انه في دبي او ابو ظبي وهو مواطن يتمتع بكامل استحقاقاته وضماناته الطبية اسوة بابسط مواطن في مشارق الارض ومغاربها ودارت الايام وتواصلت مسيرة الحروب والازمات والصراعات والحصارات ووجد المواطن العراقي وهو ابن اغنى بلد نفطي يجلس كما يقولون على الحصيرة لا عدة ولا ذخيرة مجرد من حقوقه كافة وعليه ان يدفع من دمه فاتورة الارهاب والفساد وسو ء الادارات المتعاقبة في حكم البلاد واكتشفنا ان اسوءها هي الادارات الديمقراطية التي رسم خارطتها الغزو الامريكي وقادها للافلاس وغياب الخدمات بل غياب السيادة وحتى الكرامة..
وتراجعت مستشفياتنا عن حالتها التي كانت مقبولة ضمن الحد الادنى حتى اختفى الدواء والتجهيزات الحديثة في التحليلات والتشخيص وان وجدت فهي نادرة ولا تلبي حاجة الملايين الذين يعانون من اخطر الامراض المزمنة لتلوث البيئة وتلاشي الانظمة الصحية وتدهور الاوضاع النفسية.
لقد كانت لهذا المستشفى سمعة ذهبية مستمدة من سمعة وتطور الامارات العربية المتحدة وكان هدية لها دلالات رمزية ومعنوية في ضمير الشعب العراقي الذي انشغلت حكوماته السابقة في الحروب واللاحقة بتقاسم ثروات البلاد وتركوا العباد نهبا للفاسدين والارهابيين فاستحق فقراءالناس من الاشقاء العرب والاصدقاء مد يد العون لحين صحوة الولاة لزمانهم وفقراء بلدانهم..
واختم واقول ان الشيخ زايد رحمه الله وكذلك ذويه في حكم الامارات لو علموا بالتفاصيل المرعبة لهذا المكان الذي تحول لمحطة في تعجيل موت الناس على الرغم من حرص شديد لقلة من الاطباء ومساعديهم لتقديم اقصى مايمكن من عون لكن العين بصيرة واليد والامكانيات قصيرة فلو علم اهل زايد الخير مايجري لقرروا فورا رفع اسم الشيخ الراحل من هذا المكان او اغاثته بحاجاته الاساسية وليس مبالغة التعامل مع الشعب العراقي بوصفه منكوبا من دمار الارهاب الذي واجهناه بتضحيات جسيمة نيابة عن العرب كلهم والعالم باجمعه وبسبب الفساد الذي اذل العباد.
فهل يعلم سفير الامارات في بغداد وحكومته بما ال اليه مستسفى الشيخ زايد في بغداد فان كان يدري فتلك مصيبة وان كان لايدري فالمصيبة اعظم وسيعاتبه الشيخ زايد يوم القيامه لسكوته على هذه المهانة التي تمت تحت يافطة كبيرة موسومة باسم الشيخ زايد ال انهيان وان كانوا لايدرون اخبروهم ولكم حسنتين خدمة الفقراء وانقاذ سمعة الشيخ الراحل ودولته ونحن بانتظار القرار.