حيـن نتامل حركة الناس في بغداد والمحافظات في ايام العيد وحتى الايام الاعتيادية او المضطربة نكتشف ارادة قوية للاقبال على الحياة وطوي صفحات الماساة.
نعم هنالك ارادة قوية لاعادة الحياة والبدء باعمار البلاد وقبلها النفوس اليائسة ولكن هنالك معرقلات خطيرة تمنع عودة العراق كدولة لها سياده وقدرة على النهوض سياسيا واقتصاديا والشروع في تنمية بشرية حقيقية تضمن وحدة البلاد واستقرارها وتوزيع الثروات بطريقة عادلة وارساء قواعد لديمقراطية حقيقية ولكن التجربة اكدت استحالة تحقيق هذا الحلم في ظل هذا النظام السياسي الحالي الذي يعتمد المحاصصة وتقاسم السلطة والتوافق على الهيمنة على مقدرات الشعب وقراراته المصيرية باسم الدين ومحاربة الارهاب والاستحقاقات والمظلومية..
ان سياسة الهيمنة والصراعات على السلطة والثروات قادت البلاد للفوضى خاصة بعد الاستعانة بقوى اجنبية لتعزيز نفوذ من يطمح للبقاء في السلطة فتحول البلد الى ثكنات عسكرية لاتعد ولا تحصى وتنتشر وتستحوذ على الاراضي السكنية لتكون مقرات ومعسكرات ومخازن للذخيرة الحربية والتي تتفجر على الناس بضربات مصدرها اجنبي ايضا وتحولت المناطق السكنية لساحة حرب وتلوذ الحكومة بالصمت ويسكت البرلمان لانهم جميعا وضعوا البلاد ورهنوها لروليت دولي لكي يستمروا في تغولهم في السلطة والامعان باذلال المواطن غير الموالي.
وهكذا وفي كل مرة يحاول فيها الناس التعبير عن حبهم للحياة وحلمهم في الاستقرار يكتشفون الوهم والتضليل وان وطنهم مرهون لقوى خارجية حولته لساحة خلفية للصراعات الدولية مع عجز تام في توفير الامان وضبط حركة السلاح والقضاء على زمر الجماعات المسلحة ومافيات المخدرات.
ولعل الانفجار المروع في منطقة الدورة لذخائر حربية وما سبقه من تفجيرات اخرى وسط مناطق سكانية ايضا يعد مؤشرا خطيرا لغياب الامن وضعف الحكومة لانهاء هذه الظاهرة بتطبيق حازم للقانون وفرضه على الجميع حين ذاك فقط تبدا الحياة الحرة الكريمة.
فهل تستطيع الحكومة القيام في ذلك في ظل برلمان اصبح مظلة لكل هذه الفوضى ومنح الفرصة لتحكم الجاهل وتهميش العاقل..
وعلى الرغم من ذلك سيبقى الشعب يحلم بتحقيق ذاته والاكثر اهمية ان يعمل وبجد لتحقيق الحلم وتحطيم الاصنام التي صارت بديلا عن الصنم.