هل يمكن نسيان المرأة ليتمّ تذكّرها؟!
إنّها معنا في كلّ حركة، معنا في كلّ سكون، إنّها هنا وهناك، في كلّ شيء، في الكلمات التي تنحتها التجربة، بل أقول أيضا، إنّها الصمغ الذي ينفخ في أحرف الكلمات هذا البهاء.
***
هي المعنى والوعد، هي القالب والمحتوى، هي ما تَعِدُ به الكلمات وما تخفيه، هي ما تعلن عنه الثورة وما تُضمِره، هي هناك في التفاصيل الدقيقية المسكوت عنها، رغم أنّها تأخذ مساحة هائلة من النصّ!
***
أحاول الكتابة عنها، فتضيق العبارة، المرأة الشرارة التي أنبتت كلّ هذا الضياء.
***
أصغي لها منذ البداية الأولى، أصغي الى أنينها وأنكمش، أتقنفذ، كم كنّا قساةً معها، وأنانيين، بل كنّا فقاعاتٍ تفخر برجولتها وفحولتها، بينما كانت في الجوار، تنظر الى هشاشاتنا، وتئن لنا ومنّا.
***
أصغي الى المراثي الطويلة، بل الى مرثيّة بطول الزمن البشري، تتناوب النساء على إلقائها أمام معابد الرجال. الرجال الجوف، الذين يذوبون عشقاً، يتيهون أمام السحر، لكنّهم يكسرون بتجبّرٍ فارغٍ الغصون الدانية الثمار، فقط لأنّها تجعلهم ينحنون للجمال.
***
أراها تقف على سياج الوقت تنتظر الغائب، وعلى مهلٍ أراها أيضاً تحوك طفل الوقت، بل أراها حاضراً تعدّ خبز الحياة للماضي وللمستقبل .
***
المنشغلة عن ذاتها، يحقّ لها أن تنشغل بذاتها، وأن نعلنُ عن إنشغالنا بها أيضا.