"الوجود يتطلّب شحنة هائلة من الشهوة على الإنوجاد، رغبةً وجرأةً لا تعرفان التأطير، لا تقيمان اعتباراً للحرام أو للتابو، ولا توقفهما إشارة ممنوع العبور هنا، أو الطريق غير نافذٍ هناك، على العكس تماماً، فإشارات المنع والتحريم تُعطي الوجود طاقةً هائلةً على القفز والتجاوز."
***
الشارع الذي ينتفض بإشارة من عمامة ليس شارعاً حيّاً ولا يُعوّل عليه، بل يُخشى منه.
***
على الساحة السياسية، في العراق تحديدا، هي بقايا قملمة تم توارثها خلال الخمسة عشر قرناً الماضية.
العوائل ذاتها تمتد وتنمو كسرطان يفتك بعقل الإنسان العراقي / العربي.
أشعر بالشفقة لمن ليس عراقيا وليس عربيا وينضوي تحت نفس الخيمة.
***
هناك بشر، وهم كثر، مهيئون جداً ليكونوا عبيداً، ليس لآلهة وهمية، بل حتى لبشر حقيقيين.
***
كنت أتجوّل في شوارع سيدني مستمتعاً بالحضارة التي أنتجها العقل البشري، إلا أنّ تعاستي قادتني الى محطة قطار كان يقف على مدخلها رجل وامرأة من جماعة شهود يهوة، كانا يصرّحان بنهاية العالم، وأنّنا على الحافّة، وأنّ القيامة على الأبواب.
هكذا، رأيتهما كائنين مصابين بلوثة عقلية يحاولان إفساد التمتع بجمالية العالم.
***
تحدث المسيحي عن سماحة دينه، هو لا ينتبه الى أنّه يتحدث عن دين تمّ غسله ثلاثمائة عام بمياه التنوير وحقوق الانسان.
نحتاج الى مياه تنويرية تغسل دين المسلم أيضا.
***
قوانين حقوق الانسان تجعل الأديان وكأنّها لوثة عقلية، لكنّها أيضاً تضمن لكلّ فرد أن يحتفظ بلوثته لنفسه.
أعتقد أنّ هناك خللاً معرفياً في هذه النقطة.
اللوثة يجب أن يكون مقرّها مصحّات عقلية.
***
ليست رموزا، بل فقاعات ليس إلا، يعاد إنتاجها كل حين، الكارثة في الشارع الذي يركض وراء شعارات تضحك على عقله دائما.
***
للحقيقة فقط، الحسين بن علي ويزيد بن معاوية شخصيّتان بائستان، لكن أنظر كيف حطّما مستقبل أمّةٍ بكاملها، أقف مندهشاً أمام الهراء الذي يتعالى من الجهتين، بل تتداخل الجهتان حتى كأنّهما جهة واحدة، بل هما جهة واحدة، والضحيّة بينهما الخارج عليهما معا.
***
بين صيحة هيراقليطس ( ت ٤٧٥ق ب ) :
" لقد نقّبْتُ في نفسي"، وبين صيحة بودلير ( ت ١٨٦٧ م ): "لقد عشتُ في آخرين"، ليس ألفي وأربعمائة عام، بل خيط رفيع شفّاف لتجربة إنسانية واحدة، جلس كلٌّ منهما على قمّته الخاصّة، سواء أكانت فلسفة عند هيراقليطس، أو شعراً عند بودلير، لكنّهما معاً إعتمدا الحدس والكشف آليّة للإنتباه، وهذا الأمر جعلهما من وجهة نظري يجلسان معاً على قمّة ثالثة مشتركة هي التصوّف.
أستطيع القول هنا "لقد نقّبتُ في نفسي فوجدتُنِي قد عشتُ في آخرين"، هذه الإنتباهة بحدّ ذاتها خروجٌ عن كلّ آخر، لكنّها تتضمّن سرّاً الدخول فيه.
إنّني أخرج الى نفسي وأدخل في الآخر في اللحظة ذاتها.
***
" قال: أنا العالم.
ولمّا قرّر الإنتحار
أطلق الرصاص على العالم"
بغداد قبل الهجرة.