"مَن علَّمَني
ينحني لي
أنا حلمه النامي"
( يرتكب التفكير لاحقاً - ١٩٩٣ )
***
هاجرتُ من قرية الى العاصمة، ثمّ الى بلدٍ آخر، ثمّ الى قارّةٍ أخرى.
ولدتُ قبل زمن الهجرة الى كواكب ونجوم ومجرّات، شبيهي القادم حتماً سيحاول الخروج من الكون حتى ولو الى العدم.
***
سنجد دائماً، من خلال تفكيك المدوّنات التاريخية، أنّ ثمّة أحداثاً تمّ تهريبها بطرق سريّة وغامضة عبر النصوص، وما علينا إلا أن نتّقن فنّ اصطياد الحقيقة المسكوت عنها، لكن، العابرة إلينا رغم قساوة الرقابة الرسمية.
أن نعي وندرك آليات تهريب الحقيقة، وأن نتجرّأ على القراءة حتى ولو كانت النتائج نسف كلّ ما نعرف.
***
اليقين وظيفة،
والإحتمال وجود.
***
أزمة العقل أنّه يتقاطع مع أحلام الجهلة، لكنّه يتقاطع مع احتكار السلطة أيضاً.
من هنا تّتحد السلطة مع أحلام الجهلة في القضاء على العقل.
***
جاري الأسكتلندي وُلِدَ في غرفة، وبقي الى عامه الثمانين ينام في الغرفة ذاتها.
يبدو لي، أنّ موته كان الولادة الحقّة، موته منحه فرصة أن ينام خارج الرحم.
***
أتحسّس روحانية هائلة في عبارة نزار قباني "إن كنتُ أعزُّ عليكَ فَخُذْ بيدي، فأنا مفتونٌ من رأسي حتى قدمي" وكأنّها امتداد لبعض صيحات الحلاج.
***
مرّةً كنتُ أمشي وحيداً، ودون أن أنتبه كنتُ أمشي كما لو أنّني في استعراض عسكري، قامتي منتصبة، ويداي تتحرّكان باستقامات حادّة.
الذي أعاد لي إنتباهي أنّني صادفتُ جاري الإيطالي الكبير في السّن، فلمّا اقترب منّي وقف أمامي في حالة إستعداد وأدّى لي التحيّة العسكرية، وبدوري أدّيتُ له التحيّة وأنا أواصل المشي الإستعراضي مبتسماً.
أتساءلُ الآن، ما الذي كان يدور في رأس كلٍّ منّا في تلك اللحظة من سيلان الزمن؟
ولماذا صعد الحسُّ العسكري لدينا - دون وعينا - وكلانا لاجئٌ نافرٌ من حرب؟