عِشقُ الإنسان للحياة - رغم بؤسها - جعله يتأمّل حياةً ما بعد الموت، لذا اعتبر القبر رحماً لولادة أخرى، وقد نما هذا التأمّل لديه الى حدّ أنّه أخذ يفترض الحياة الأفضل - هناك في ما وراء الموت - خارج حياته الحقّة، ولأنّه عجز عن تغيير البؤس الذي عاش فيه، إفترض إلهاً أو قدرةً أخرى تقوم لاحقاً نيابةً عنه بهذا الدور، إله يجعل الحياة الأخرى أكثر عدالةً، ويجعله فيها أكثر حظّاً في الحصول على رغباته المقموعة. المشكلة أنّ افتراض الإنسان لوجود هذا الإله جعله أكثر عجزاً في الحياة، بل أكثر تقبّلاً للغبن والقمع والحرمان فيها، جعله مستسلماً منقاداً طيّعاً لكلّ ما هو ضدّ حياته، الى درجة أنه ينتحر.
***
- عشقه للحياة قاده الى الإنتحار!
***
- الى جيرمن غرير
أزمة الحكومات الأسترالية أنّها لا تستطيع ألا أن تكون ذيلاً لحمار أمريكي أو إنجليزي.
***
- الهويّة مفهوم نازي صِرف ، وها هو هتلر ينتصر عالمياً بعد أكثر من سبعين سنة على انتحاره .
***
- أحياناً كثيرة أخشى أن أكون الوحيد الذي يقصد ما يقول .
***
" مرّةً، في أيّام عمّان، كنت نازلاً من جبل القصور الى مقهى السنترال ومنه الى مكتبة عبد الحميد شومان في الدوّار الثاني أمام مبنى السفارة العراقية، أرتدي جاكيتاً بلون عشب أخضر تحت ضوء باهر، مررتُ لزيارة الجميل (علوان حسين)، الذي كان يعمل في محلٍّ لبيع الكتب نسيت إسمه الآن، وقبل أن أغادره قال: أريد أن أستعير هذا الجاكيت ليوم .
***
قلت : يمكنك ذلك .
قال : إنّه جميل وأنيق ، لونه غريب فيه حياة .
قلت : لقد اشتراه لي ( ضياء قهّار ) بربع دينار أردني .
قال : لن أستعيره أبداً ، هذا الجاكيت منزوع من ميّت .
غادرت علوان حسين الى مكتبة عبد الحميد شومان وأنا أرتدي ميّتاً حيّاً "
***
من أين؟ وإلى أين؟
كلّ الإجابات هراء
والإنسان، هذا الكائن الغبي الذي يظنُّ أنّه يرى
والأكثر غباءً، الذي تقوده رؤيته الى ممارسة القتل.